كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

ويضيف الدكتور عبد الهادي بأن الاستنساخ الجنسي يتم بطريقة معينة، حيث يتم أخذ حيوان منوي من الذكر وبويضة من الأنثى، كل منهما يحمل نصف عدد الكروموسومات في الخلية الجسدية، عند الاختلاط يتم تكوين نطفة من الجنين 50 خ للأب، 50 خ للأم، وليس محدد أي منهما للأب أو للأم، ربما جينات كاملة للأم وغير متواجدة، من هنا يكون الاختيار لإخراج الجينات المعبرة عن الجنين.
عن الاستنساخ في النبات والحيوان، يقول أكبر المتخصصين في هذا المجال ومنهم الدكتور عبد الهادي مصباح أن هذه التقنية هامة جدا لخدمة الإنسان حيث تستطيع أن تحل مشكلة نقص الغذاء الذي يواجه زيادة السكان، وهو ما ينجم عنه سوء عدالة التوزيع. الهند مثلا طبقت ذلك من خلال الهندسة الوراثية لمحصول الأرز فاستطاعوا أن يجنوا مليار و200 مليون ويكثروا محصول الأرز أكثر من الزيادة في عدد السكان لكن وجدوا أنهم كان لديهم نحو 28 نوع من الأرز أصبح هناك 4 أنواع فقط، ويرجع ذلك لاستخدام تقنيات التهجين، تلك كارثة بالنسبة لهم، ولكن في نفس الوقت هي حقيقة لا يمكن تجاهلها أننا في حاجة لازدياد الغذاء، وفي الحيوانات أيضا بحيث يتم تلقيحها لإكسابها صفات معينة مثل زيادة اللحم، ووفرة اللبن، وهناك بعض الطرق التي نجحت في إنتاج حوالي 60 ألف لترلبن سنويا.
أصبح في إمكان تقنية الهندسة الوراثية إدخال جين معين في بويضة الحيوان المستنسخ بحيث يفرز عند ولادته مادة معينة في اللبن أو دواء معين تمكن استخلاصه من هذا اللبن بعد تجفيفه مثل بروتين (سي) الذي يستخدم لعلاج مرضى الهيموفيليا، لأنه موجود بنسبة قليلة في الدم ... وهناك العديد من البروتينات لعلاج تليف الرئة الحويصلي ومنع تجلطات القلب. وقد بدأ الآن إدخال جينات التطعيمات في النبات فأصبح مثلا مصل شلل الأطفال يتم حقنه في الموز مثلا، وهناك اتجاه لحقن الجزء المناعي المسئول عن الأجسام المضادة في ثمرة الموز قبل زراعته بحيث تنتج الثمار محتوية على هذا المصل، وهو ما يوفر تطعيمات للأطفال عن طريق تناول الفاكهة، وهذه الطريقة تعد من الطرق النافعة لاستخدام الهندسة الوراثية) ...
وعن المخاوف الكثيرة التي تثيرها الجمعيات البيئة تجاه تجارب الهندسة الوراثية في النبات والحيوان، يقول د. عبد الهادي: (تأتي هذه المخاوف من مدى

الصفحة 62