كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

(الإجابة المباشرة هي لا، فهناك تفاعلات بين الجينات ونفسها والجينات والبيئة تؤثر على المحصلة النهائية التي يكون عليها الإنسان فإذا أحصرنا توأم سيامي ووضعنا أحدهما في بيئة صالحة والآخر في بيئة غير صالحة .. سيتأثر كل منهم بالبيئة التي نشأ فيها، وذلك على الرغم أنهم يحملوا نفس الصفات الوراثية). ويضيف الدكتور عبد الهادي:
(علاقة الجينات بالسلوكيات مردود عليها، والادّعاء على أنه حتى الشذوذ الجنسي له جين وراثي ينقل من الأمهات على كروموسوم إلى أبنائها، كلام دحض من قبل العلماء، حيث أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت على 52 زوج من الشواذ أنه ليس له أساس من الصحة، حيث لم يتم إيجاد هذا الجين، وحتى لو وجد فإن هناك بعض الشواذ يقلعون عن ذلك بعد فترة من ممارسة أفعال الشذوذ، وهو ما يعني أن الأمر يمكن التحكم فيه بإرادة الشخص ذاته.
إذن هو نتيجة تفاعل بين الجين والشبه أولا، يترتب عليه حدوث تعود وإدمان لهذه العادة، وهذا التعود يخلق نوع من التنشيط لهذا الجين بحيث يعمل في اتجاه الشذوذ. وهذا ينطبق على السلوكيات .. وهذا يتماشى مع الدين في قوله تعالى:
وَنَفْسٍ وما سَوَّاها (7)، (الشمس: 7).
ويعلق الدكتور عبد الهادي على ذلك قائلا أنه لا يمكن أن يخلق اللّه عباده بهذا النحو، حتى الكفر وهو أعلى درجات المعصية، لو أكره الإنسان عليه لا يحاسبه اللّه.
كون اللّه يجعل فيه ثواب وعقاب إذن هناك اختيارية).
وعن قول العلماء بإمكانية تخليق السوبرمان، يقول الدكتور عبد الهادي: (في جامعة «بل» الأمريكية أعلنوا أنهم يمكنهم تخليق السوبرمان حيث يملكون بويضات للسوبر موديل وحيوانات منوية للحاصلين على جائزة نوبل، يتم دمجها معا، فينتج طفل ذكي وعبقري يحمل كل الصفات التي تريدها، يعلق الدكتور عبد الهادي على هذا الكلام قائلا: هذا تلاعب في منطقة سر الكون، وأضاف أنه من الممكن وجود جين مسئول عن أكثر من صفة، أو وجود صفة محمولة على أكثر من جين، مثال ذلك الذكاء والاكتئاب العقلي صفتان محمولتان على نفس الجين ولتنمية الذكاء قد يصاب الشخص بالاكتئاب، وهو ما قد يؤدي به إلى الجنون، وذلك يتماشى مع العدل الإلهي من أجل

الصفحة 68