كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

مساواة البشر، ويفيد هذا أيضا بأن علم البشر ما زال قاصرا ولا يعني فهم الجينات التحكم فيها بشكل كامل، وكون أن الإنسان عرف أبجدية الحروف إذن تحكم في علم اللغة ككل. ويقول اللّه تعالى في قرآنه الكريم: اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وما تَزْدادُ وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (8)، (الرعد: 8) .. فلا يمكن التلاعب فيها إلا لردع الفرد، فلا تلعب دور الإله لأن ذلك سيؤدي إلى فناء البشرية).
ويخلص الأستاذ الفاضل إلى القول بأن أمراض قد دبت في هذه المخلوقات المستنسلة وكما أفادت وكالات الأنباء مؤخرا، بأن النعجة دوللي أصيبت بالتهاب المفاصل، ومن قبل ذلك ظهرت عليها أعراض الشيخوخة، فيقول:
(بدأت حياة دولي بخلية جسدية فقدت جزء من عمر حامضها النووي، وكان العلماء قد توصلوا إلى اكتشاف وجود أجزاء معينة في نهاية الكروموسومات «تسمى تيلوميرز» تكرر الشفرة الوراثية الموجودة مرات عديدة، وعند ما تنقسم الخلية، فإنها تفقد بين خمسة إلى عشرين من هذا التيلوميرز، أو هذا القطع من الحامض النووي، وبالتالي فإن هذا العدد الذي تحمله كل خلية من التيلوميرز هو الذي يحدد عمر الخلية، وكأن هذا الجزء هو الذي يمثل الساعة البيولوجية، أو الميقات الذي سوف يصبح عليه عمر كل خلية، قبل أن تصيبها، وعلى هذا فعند ما نستنسخ جنين من نعجة عمرها 5 سنوات ومتوسط عمرها 20 سنة، فيكون بذلك الجنين قد فقد ثلث عمره.
وحينما فكر العلماء في تلك الجزئية وجدوا أن الخلايا السرطانية تنقسم إلى ما لا نهاية وليس بها تلك الحالة، وبعد تجارب عديدة لتفسير ذلك توصلوا إلى أن الخلايا السرطانية تحتوي على إنزيم يدعي التيروميليز وهذا الإنزيم يعمل نسخة من التيلوميرز فيجعلها متجددة. وعند ما حددوا التركيب الجيني لهذا الإنزيم، قالوا انهم اكتشفوا نافورة من الجينات تجدد الشباب .. وهناك الآن تجارب على هذا الإنزيم لأنه وجد أنه على الجانب الأخير يحدث سرطان وما زالت التجارب قائمة عليه. من جهة أخرى في تجارب الاستنساخ تأخذ خلية ناضجة متخصصة تحتوي على الخريطة الجينية للشخص كاملة، حيث تغلق كل الجينات ما عدا الجين الذي يعمل في اتجاه تخصصه، ويتساءل الدكتور عبد الهادي قائلا: ما ذا يدرينا أن جينات القلب التي أخذت من الجلد لم يحدث فيها طفرة وراثية نتيجة التعرض لأشعة الشمس، أو للإشعاع، أو نتيجة

الصفحة 69