كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)، (الأعراف: 189).
يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً ولَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ والْمَطْلُوبُ (73)، (الحج: 73) ... خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ، (الزمر: 6).
يقول اللّه تعالى موضحا المحاولات الشيطانية التي تدور في هذا الفلك التكفيري والتي بدأت منذ بداية وجود البشر على الأرض ولن تنتهي إلا بانتهاء العالم:
إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً وإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (118) ولَأُضِلَّنَّهُمْ ولَأُمَنِّيَنَّهُمْ ولَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ ولَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ومَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً (119) يَعِدُهُمْ ويُمَنِّيهِمْ وما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً (120) أُولئِكَ مَاواهُمْ جَهَنَّمُ ولا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً (121)، (النساء) ... هذه الآيات نزلت محدثة عن وعود الشيطان الرجيم الخبيثة في أمانيه للناس، ومنه أنه يأمرهم أن يبتكوا آذان الأنعام، وأن يغيروا خلق اللّه. ترى ما معنى هذا؟!.
يبتك في اللغة تعني يقطع أو يشق، ففي مختار الصحاح (ص 117): ب ت ك البتك القطع وبابه ضرب ونصر وبتك آذان الأنعام قطعها شدد للكثرة.
وفي لسان العرب (10/ 395): بتك، البتك: القطع وفي التنزيل العزيز فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ قال أبو العباس يقول فليقطعن قال أبو منصور كأنه أراد واللّه أعلم تبحير أهل الجاهلية آذان أنعامهم وشقهم إياها قال الليث البتك قطع الأذن من أصلها وبتك الآذان أي قطعها شدد للكثرة وقيل البتك أن تقبض على شيء بيدك وفي التهذيب أن تقبض على شعر أو ريش أو نحو ذلك ثم تجذبه إليك حتى ينقطع فينبتك من أصله وينتتف وكل طائفة صارت في يدك من ذلك فاسمها بتكة قال زهير
حتى إذا ما هوت كف الغلام لها ... طارت وفي كفه من ريشها بتك

الصفحة 74