كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

الفصل الثالث الضربة القاضية للداروينية
مقدمة لا بدّ منها:
ذكرنا تفاصيل السبق القرآني في مجال الوراثة والأجنة في الفصل الأول، كما ذكرنا بعض التفاصيل في موضوع الهندسة الوراثية والاستنساخ في الفصل السابق.
واستكمالا للفهم والإلمام بكل جوانب الموضوع ولدحض كل الحجج التي احتج ويحتج بها أهل الأفكار المنحرفة علينا أن نعطي خلاصة بسيطة عن الوراثة والصفات الوراثية عند الكائنات الحية وبالأخص الإنسان.
لقد كان يعتقد إلى وقت قريب أن المرأة هي المسئولة عن تحديد جنس الجنين، وأن النساء اللواتي لا ينجبن الذكور منبوذات محتقرات هن وبناتهن، وهذا الأمر كان عند العرب وغيرهم من الشعوب، بل وحتى في أيامنا هذه لا تخلو من تلك المشاهد التي عبر القرآن الكريم: وإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وهُوَ كَظِيمٌ (58) (النحل: 58) .. ويشاء اللّه تعالى أن يتوصل العلماء في القرن العشرين الميلادي إلى حقيقة مفادها أن الرجل هو المسئول الأول عن تحديد جنس الجنين من الناحية التشريحية، وفي هذا تفصيل كبير نوجزه بما يلي:
أن نطفة الرجل صنفان، الأول يحتوي على 22 كروموسوم جسمي وكروموسوم واحد جنسي من نوع ( X)، بينما الصنف الآخر من نطف الرجل فيحتوي على 22 كروموسوم جسمي وكروموسوم واحد جنسي من نوع ( Y). أما بويضة المرأة فهي صنف واحد لا يتغير فهي تحتوي على 22 كروموسوم جسمي وكروموسوم واحد فقط جنسي من نوع ( X) ولا وجود للنوع الثاني فيها.
وعند الإخصاب إذا التقى كروموسوم الرجل الجنسي من نوع ( X) مع كروموسوم المرأة الثابت دائما ( X) لتكوين النتائج ( XX) فنتيجة الحمل تكون أنثى، أما إذا كان كروموسوم الرجل من النوع الآخر أي ( Y) فالناتج يكون ( XY) فنتيجة الحمل يكون ذكر، أي إن المرأة المسكينة لا دخل لها بالموضوع برمته، فهي كالأرض أو الحرث يبذر

الصفحة 77