كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

الفلاح فيها البذر فتقوم بإخراجه ثمر من نبات شتى، فهل يمكن أن نحاسب الأرض الخصبة إذا لم تخرج زرعا أم نحاسب الفلاح الذي لم يحسن مداراتها؟، فالفلاح هو الرجل، والأرض أو الحرث هي المرأة. هذا المعنى بالضبط هو الذي قصدته الآية الكريمة التي نزلت قبل أكثر من 1400 عام: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَاتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ واتَّقُوا اللَّهَ واعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)، (البقرة: 223).
والقرآن صرح بهذه الحقيقة التي توصل إليها علماؤنا اليوم تصريحا لا لبس فيه، بقوله تعالى: وأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والْأُنْثى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (46)، (النجم).
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)، (القيامة).
ففي الآية الأولى ذكر أن الجنسين يتحددان من النطفة الذكرية فهي التي تمنى، وفي الآية الثانية توضيح أن من مني الذكر - فالهاء في منه تعود على مني الذكر - يكون الجنسين الذكر والأنثى، فسبحان اللّه.
بعد هذه المقدمة التي تبين الأسلوب الطبيعى في التناسل وما توصل إليه علماء البايولوجي والوراثة في فهم عملية التناسل، نسرد بعض الأمور التي تتعلق بالنظريات التي بحثت في السلالات والأصول للكائنات الحية. من البحوث التي تتعلق بالمادة وأصل الحياة وسر الكون والعلاقة بين الاثنين والتي نشرت بعض تفاصيلها مجلات وإصدارات مهمة كمجلة الأكسبريس ومجلة الإعجاز، لتعطي الدليل القوي - لمن يحتاج إليه! - على صحة القرآن الكريم وفشل نظرية التطور لداروين، نستخلص ما يلي:
1 - يقول الفرنسي جويل دي روسني «أكدت جميع الدراسات والاكتشافات فكرة عظيمة، وهي أن الحياة لم تظهر عن طريق المصادفة، بل العكس كانت نتيجة تطور طويل للمادة والجزيئات البسيطة في الخلايا الأولية، وهي تطور متواصل يرتبط جدا بتطور الأرض نفسها، وما دامت الحياة تأتي من المادة فليس هناك ما يسمى بالجيل العفوي».
2 - درس العلماء احتمال أن تكون أحجار نيزكية قد حملت أصل الحياة أو سرها فقد

الصفحة 78