كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 11)

تعصبهم الشديد حيالها، فأجروا سلسلة من التبديلات منها:
إقرارهم بأن قانون الارتقاء الطبيعي قاصر عن تفسير عملية التطور واستبدلوه بقانون جديد أسموه قانون التحولات المفاجئة أو الطفرات، وخرجوا بفكرة المصادفة.
أرغموا على الاعتراف بأن هناك أصولا عدة تفرعت عنها كل الأنواع وليس أصلا واحدا كما كان سائدا في الاعتقاد.
أجبروا على الإقرار بتفرد الإنسان بيولوجيا رغم التشابه الظاهري بينه وبين القرد، وهي النقطة التي سقط منها داروين ومعاصروه.
كل ما جاء به أصحاب الداروينية الحديثة ما هو إلا أفكار ونظريات هزيلة أعجز من أن تستطيع تفسير النظام الحياتي والكوني الذي يسير بدقة متناهية بتدبير الحكيم «الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثم هدى».
- لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين، وقد لاحظ العلماء بأن الأنواع المتأخرة في الظهور أكثر رقيا من الأنواع المتقدمة ومن هؤلاء: راي باكنسون، لينو.
- قالوا: «بأن التطور خطة مرسومة فيها رحمة للعالمين» ولكن نظريتهم وصفت بأنها لاهوتية فنسيت داخل معامل الأحياء.
الجذور الفكرية والعقائدية:
- استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكان، ومن نظرية مالتوس بالذات.
فقد استفاد من قانونه في الانتخاب أو الانتقاء والذي يدور حول إفناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة الأقوياء.
- استفاد من أبحاث «ليل» الجيولوجية حيث تمكن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطور.
- صادفت هذه النظرية جوا مناسبا إذ كان ميلادها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين، وبعد الثورة الفرنسية والثورة الصناعية حيث كانت النفوس مهيأة لتفسير الحياة تفسيرا ماديا بحتا، ومستعدة لتقبل أي طرح فكري يقودها إلى مزيد من الإلحاد والبعد عن التفسيرات اللاهوتية، مصيبة كانت أم مخطئة.
الانتشار ومواقع النفوذ:
بدأت الداروينية سنة 1859 م، وانتشرت في أوروبا، انتقلت بعدها إلى جميع بقاع العالم، وما تزال هذه النظرية تدرس في كثير من الجامعات العالمية. كما أنها قد وجدت أتباعا لها في العالم الإسلامي بين الذين تربّوا تربية غربية، ودرسوا في جامعات أوروبية وأمريكية.

الصفحة 92