كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

وعن عبد الله بن عمرو قال: لما كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نودي: أن الصلاة جامعة. رواه البخاري.
وقوله: "أن" بفتح الهمزة وتخفيف النون، وهي المفسرة.
أن له ولمسلم، من حديث عائشة: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- مناديا ينادي: أن الصلاة جامعة.
قال ابن دقيق العيد: هذا الحديث حجة لمن استحب ذلك.
وقد أجمعوا على أنه لا يؤذن له ولا يقام.
وروى ابن حبان أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى في كسوف الشمس والقمر ركعتين مثل صلاتكم، وأخرجه الدارقطني أيضا.
وفيه: رد على من أطلق -كابن رشيد- أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يصل في كسوف القمر،
__________
"وعن عبد الله بن عمرو" بفتح العين ابن العاصي "قال: لما كسفت" بفتحات "الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نودي أن الصلاة جامعة".
قال الحافظ، وللكشميهني: نودي بالصلاة جامعة بالنصب فيهما على الحكاية، ونصبت الصلاة في الأصل على الإغراء وجامعة على الحال، أي احضروا الصلاة في حالة كونها جامعة، وبرفعهما على أن الصلاة مبتدأ، وجامعة خبره ومعناه ذات جامعة، وقيل: جامعة صفة والخبر محذوف تقديره احضروها، وعن بعض العلماء: يجوز نصبهما ورفعهما، ورفع الأول ونصب الثاني وعكسه "رواه البخاري" ومسلم.
"قوله؛ أن بفتح الهمزة وتخفيف النون وهي المفسرة" فالصلاة مبتدأ خبره جامعة، زاد المصنف كالحافظ: وروى بكسر الهمزة وتشديد النون والخبر محذوف تقديره إن الصلاة ذات جامعة، أي: حاضرة "وله" أي: البخاري "ولمسلم من حديث عائشة" أن النبي خسفت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فـ"بعث -صلى الله عليه وسلم- مناديا ينادي إن الصلاة جامعة" وظاهر الحديث أن ذلك كان قبل اجتماع الناس، وليس فيه أنه بعد اجتماعهم نودي الصلاة جامعة حتى يكون ذلك بمنزلة الإقامة التي يعقبها الفرض.
"قال ابن دقيق العيد: هذا الحديث ججة لمن استحب ذلك، وقد أجمعوا على أنه لا يؤذن له ولا يقام" أي: الكسوف.
"وروى ابن حبان" عن أبي بكرة "أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى في كسوف الشمس والقمر ركعتين بمثل صلاتكم" النوافل المعتادة بدون زيادة قيامين وركوعين "وأخرجه الدارقطني أيضا، وفيه رد

الصفحة 109