كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

وفي مسند أبي داود الطيالسي أنه -صلى الله عليه وسلم جهر بالقراءة في صلاة الكسوف. وقد ورد الجهر فيها عن علي مرفوعا وموقوفا. أخرجه ابن خزيمة وغيره.
وقال به صاحبا أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدثي الشافعية وابن العربي من المالكية.
وقال الطبري: يخير بين الجهر والإسرار.
وقال الأئمة الثلاثة: يسر في الشمس ويجهر في القمر.
واحتج الشافعي بقول ابن عباس: "قرأ نحوا من سورة البقرة؛" لأنه لو جهر لم يحتج إلى التقدير. وقد روى الشافعي تعليقا عن ابن عباس أنه صلى جنب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكسوف فلم يسمع منه حرفا، ووصله البيهقي من ثلاث طرق
__________
الزهري، عن عروة، عن عائشة "بلفظ: كسفت" بفتحات "الشمس في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم" فصرح بالشمس.
"وفي مسند أبي داود" سليمان بن داود "الطيالسي؛ أنه -صلى الله عليه وسلم- جهر بالقراءة في صلاة الكسوف" لم يذكر الحافظ هذا دليلا على أنه في كسوف الشمس، إذ لا تصريح فيه بذلك، وإنما ذكره بعد ذك في قول البخاري: تابعه سليمان بن كثير في الجهر، فقال: يعني بإسناده المذكور، وهذه المتابعة وصلها أحمد عن عبد الصمد، عن سليمان بلفظ: خسفت الشمس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم، فأتى فكبر، فكبر الناس، ثم قرأ فجهر بالقراءة، الحديث.
ورويناه في مسند الطيالسي عن سليمان بهذا الإسناد مختصرا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جهر بالقراءة في صلاة الكسوف "وقد ورد الجهر فيها عن علي مرفوعًا" إلى النبي -صلى الله عليه وسلم وموقوفا" على علي "أخرجه ابن خزيمة وغيره، وقال به صاحبا أبي حنيفة" محمد وأبو يوسف "وأحمد وإسحاق" بن راهويه "وبن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدثي الشافعية وابن العربي من المالكية"، ومحدثيهم "وقال الطبري" محمد بن جرير: "يخير بين الجهر والإسرار" لاختلاف الأحاديث.
"وقال الأئمة الثلاثة" أبو حنيفة ومالك والشافعي: "يسر في الشمس ويجهر في القمر، واحتج الشافعي بقول ابن عباس" في الصحيحين: "قرأ نحوا من سورة البقرة؛ لأنه لو جهر لم يحتج إلى التقدير" بل كان يصرح بخصوص ما قرأ به، زاد الحافظ وتعقب باحتمال أن يكون بعيدا منه "و" لكن "قد روى الشافعي تعليقا" أي: بغير إسناد "عن ابن عباس أنه صلى إلى جنب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكسوف فلم يسمع منه حرفا" فهذا يدفع ذلك الاحتمال "ووصله

الصفحة 111