كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد. رواه الترمذي وغيره.
وفي حديث عبد الله بن زيد المازني، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا المصلى يستسقي، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه، ثم صلى. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية: خرج بالناس إلى المصلى يستسقي فصلى بهم ركعتين جهر فيهما بالقراءة واستقبل يدعو، ورفع يديه وحول رداءه.
__________
صعد "المنبر فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد، رواه الترمذي" وقال: حسن صحيح "وغيره" أحمد وباقي الأربعة أصحاب السنن.
"وفي حديث عبد الله بن زيد" بن عاصم بن كعب الأنصاري "المازني" بكسر الزاي صاحب حديث الوضوء لا عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب رؤيا الأذان كما زعم سفيان بن عتبة، وقد وهمه البخاري.
قال الحافظ: وقد اتفقا في الاسم واسم الأب والنسبة إلى الأنصار، ثم الخزرج والصحبة، والرواية: وافترقا في الجد والبطن الذي من الخزرج؛ لأن فخذ عاصم من مازن وفخذ عبد ربه من الخزرج.
"قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى هذا المصلى:" المكان الذي يصلي فيه بالصحراء؛ لأنه أبلغ في التواضع وأوسع للناس، زاد في رواية: بالناس "يستسقي" يطلب من الله السقي بدعائه وتضرعه، فهو حل من النبي -صلى الله عليه وسلم، أي: خرج حال كونه مستسقيا، ويحتمل أن يكون يستسقي مقدرا بلام كي محذوفة، أي: خرج لكي يستسقي.
وفي أكثر الروايات: فاستسقى "وقلب" ولبعض الرواة: وحول "رداءه ثم صلى" ركعتين "رواه البخاري ومسلم" بطرق متعددة، إلا أن لفظ: ثم إنما وقع في رواية لهما، وأكثر الروايات عندهما وعند غيرهما، وصلى ركعتين بالواو وهي لا تقتضي الترتيب، وفي كثير من الأحاديث: التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم- خطب بعد الصلاة، فعلم أن لفظه: ثم وهم من الراوي، قاله المصنف على مسلم.
"وفي رواية" لأبي داود عن عبد الله بن زيد: "خرج بالناس إلى المصلى" حال كونه "يستسقي" أي: مستسقيا، أو لكي يستسقي "فصلى بهم ركعتين: جهر فيهما بالقراءة، واستقبل" القبلة "يدعو" الله تعالى، ففي رواية في الصحيح: وجعل ظهره إى الناس واستقبل القبلة "ورفع يديه وحول رداءه" وبين صفة التحويل بقوله: "وجعل عطافه" بكسر العين، أي:

الصفحة 114