كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
وجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن ثم دعا الله.
قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف في شيء من طرق حديث عبد الله بن زيد على سبب ذلك ولا على صفته -صلى الله عليه وسلم- حال الذهاب إلى المصلى، ولا على وقت ذهابه، وقد وقع ذلك في حديث عائشة عند أبي داود وابن حبان قالت: شكا الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قحط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر فكبر وحمد لله، ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئجار المطر عن إبان زمانه، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
__________
جانبه، وفي النهاية: العطاف والعطف الرداء، سمي عطافا لوقوعه على عطفي الرجل وهما ناحيتا عنقه "الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن ثم دعا الله" تعالى.
"قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف في شيء من طرق حديث عبد الله بن زيد" المذكور "على سبب ذلك ولا على صفته -صلى الله عليه وسلم- حال الذهاب إلى المصلى ولا على وقت ذهابه، وقد وقع ذلك في حديث عائشة عند أبي داود وابن حبان، قالت: شكا الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قحط امطر" بفتح القاف وسكون الحاء، أي: احتباسه مصدر قحط كنفع وتعب وعنى كما في القاموس وغيره "فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه، فخرج حين بدا" ظهر "حاجب الشمس" أي: ضوءها "فقعد على المنبر" إلى هنا ما نقله الحافظ قائلا: الحديث؛ لأنه لم يتعلق غرضه بباقيه، وذكر ما في غرضه بقوله، وفي حديث ابن عباس عند أحمد وأصحابه السنن: خرج -صلى الله عليه وسلم- مبتذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فرقى المنبر، وفي حديث أبي الدرداء عند البزار والطبراني: قحط المطر، فسألنا نبي الله أن يستسقي لنا، فغدا نبي الله.. الحديث. انتهى، فأفاد أن حديث عائشة بين السبب ووقت الذهاب، كما بين الثاني أيضا حديث أبي الدرداء وصفته حال الذهاب عن ابن عباس، وكأن المصنف أسقطه؛ لأنه قدمه، لكنه أوهم أن الحافظ نقض ما ترجم به وليس كذلك، وأوهم أنه ذكر حديث عائشة بتمامه، ولا كذلك، وإنما المصنف اعتنى بذكره تتميما للفائدة ببيان ما دعا به، فقعد على المنبر "فكبر وحمد الله، ثم قال: "إنكم شكوتم جدب" بالدال المهملة عدم خصب "دياركم واستئخار" أي: تأخر "المطر"، فالسين للتأكيد "عن إبان" بكسر الهمز حين "زمانه" فالإضافة بيانية، وقيل: معنى إبان أول، فالإضافة على بابها "وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم" فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] ، ثم قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ