كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
وقوله: من باب كان نحو دار القضاء، هي دار عمر بن الخطاب وسميت بذلك؛ لأنها بيعت في قضاء دينه.
وقوله: "هلكت الأموال"، وفي رواية كريمة وأبي ذر عن الكشميهني: هلكت المواشي، وهي المراد بالأموال هنا. وفي رواية البخاري: هلك الكراع -بضم الكاف- وهو يطلق على الخيل وغيرها، وفي البخاري أيضا: هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس، وهو من ذكر العام بعد الخاص. والمراد بهلاكهم: عدم وجد ما يعيشون به من الأقوات المفقودة بحبس المطر. وانقطعت السبل: لأن الإبل ضعفت لقلة القوت عن السفر، أو لكونها لا تجد في طريقها من الكلأ ما يقيم
__________
قبل دخول الهمزة؛ لأنه يقع مستغنى عنه، أما لو تغير المعنى بعد الدخول فهو فصيح قطعا، ولا يبعد أن يكون المعنى هنا دلنا على الغيث، أي: على طريق طلبه وكيفية تحصيله، كما قيل في الفرق بين سقيته، وأسقيته أن معنى الثاني دللته على الماء. انتهى.
"وقوله: من باب كان نحو دار القضاء هي دار عمر بن الخطاب، وسميت بذلك؛ لأنها بيعت في قضاء دينه" الذي كان أنفقه من بيت المال، وكان ستة وثمانين ألفا كما في البخاري، وكتبه على نفسه وأوصى ابنه عبد الله أن يبيع فيه ما له، فباع ابنه هذه الدار من معاوية، ومر لذلك مزيد، وقول آخر في سبب تسميتها دار القضاء وأنها لا وجود لها الآن؛ لأن السفاح أول خلفاء بني العباس جعلها رحبة للمسجد.
"وقوله: هلكت الأموال، وفي رواية: كريمة" بنت أحمد المروزية أحد رواة البخاري، عن الكشميهني "وأبي ذر" الحافظ عبد بلا إضافة ابن محمد الهروي، كلاهما "عن الكشميهني" بضم الكاف وإسكان المعجمة وفتح الهاء وكسرها، نسبة إلى قرية بمرو، واسمه محمد بن مكي بن محمد أحد رواة البخاري، عن محمد بن يوسف الفربري: "هلكت المواشي" بدل الأموال "وهي المراد بالأموال هنا" لا الصامت، وأطلق على المواشي الأموال؛ لأنها أعظم أموال العرب، فأطلق وأراد معظمه على أنه يحتمل أن يريد أعم من المواشي، فإن هلاك الزرع والشجر أيضا بعدم المطر، قاله المصنف على مسلم.
"وفي رواية البخاري" في الجمعة: "هلك الكراع -بضم الكاف- وهو يطلق على الخيل وغيرها، وفي البخاري أيضا" عن يحيى بن سعيد، عن أنس: "هلكت الماشية هلك" ولبعض الرواة: هلكت بالتأنيث "العيال هلك الناس، وهو من ذكر العام بعد الخاص" الذي هو العيال "والمراد بهلاكهم عدم وجود ما يعيشون به من الأقوات المفقودة بحبس المطر" لا الهلاك الحقيقي، وهو معنى قوله: "وانقطعت السبل؛ لأن الإبل ضعفت لقلة القوت عن السفر،