كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
على الأعداء".
فقام أبو لبابة ابن عبد المنذر فقال: يا رسول الله إن التمر في المربد، فقال -صلى الله عليه وسلم: "اللهم اسقنا"، فقال: يا رسول الله إن التمر في المربد، ثلاث مرات، فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره".
قال: فلا والله ما في السماء من قزعة ولا سحاب، وما بين المسجد وسلع من بناء ولا دار، فطلعت من وراء سلع سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، وهم ينظرون، ثم أمطرت، فوالله ما رأوا الشمس سبتا وقام أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره لئلا يخرج التمر منه.
فقال الرجل: يا رسول الله -يعني الذي سأله أن يستسقي لهم: هلكت
__________
يحب الملحين في الدعاء ولذا قال: "اللهم اسقنا الغيث" المطر بالتعريف إشارة إلا أن المطلوب بالغيث الموصوف بهذه الصفات "وانصرنا على الأعداء" الكفار بإجابة الدعاء وإقامة الحجة والغلبة في قتالهم "فقام أبو لبابة" بشير، وقيل: رفاعة، ووهم من سماه مروان "ابن عبد المنذر" الأنصاري المدني أحد النقباء، عاش إلى خلافة علي "فقال: يا رسول الله إن التمر في المربد" الموضع الذي يجفف فيه التمر كالجرين فنخشى عليه الغرق "فقال -صلى الله عليه وسلم: "اللهم اسقنا، فقال: يا رسول الله إن التمر في المربد" قال ذلك "ثلاث مرات، فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده": ثقبه الذي يسيل منه ماء المطر "بإزاره" من عجلته لكثرة المطر وخوفه على تمره لم يتمكن من تحصيل ما يسده به غير إزاره.
"قال" الراوي: "فلا والله ما في السماء من قزعة" بفتحات سحاب متفرق "ولا سحاب" مجتمع "وما بين المسجد" النبوي الذي دعا على منبره بهذا الدعاء "وسلع" الجبل المعروف بالمدينة "من بناء وا دار" يحجبنا عن رؤيته، إشارة إلى فقد السحاب "فطلعت من وراء سلع سحابة مثل الترس" في الاستدارة "فلما توسطت السماء انتشرت، وهم" أي: الحاضرون "ينظرون" ذلك "ثم أمطرت" واستمرت جمعة، كما قال: "فوالله ما رأوا الشمس سبتا" بفتح فموحدة ساكنة ففوقية "وقام أبو لبابة عريانا" إلا من ساتر عورته "يسد ثعلب مربده بإزاره لئلا يخرج التمر منه" فاستجاب الله دعاء رسوله "فقال الرجل: يا رسول الله، يعني: الذي سأله أن يستسقي لهم" تقدم أن صاحب النور قال: لا أعرفه وأن صاحب الفتح استظهر أنه خارجة بن