كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

و"المربد": موضع يجفف فيه التمر.
و"ثعلبه" ثقبه الذي يسيل منه ماء المطر.
وعن أنس بن مالك قال: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أتيناك وما لنا صبي يغط، ولا بعير يئط -أي مالنا بعير أصلا؛ لأن البعير لا بد أن يئط وأنشد:
أتيناك والعذراء يدمى لبابها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل
وألقى بكفيه الفتى لاستكانة ... من الجوع ضعفا ما يمر ولا يحلي
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العامي والعلهز الغسل
فليس لنا إلا إليك قرارنا ... وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
فقام -صلى الله عليه وسلم- يجر رداءه، حتى صعد المنبر، فرفع يديه إلى السماء ثم قال:
__________
"أي: عام واسع" فكأنه قيل: مستوعبا للأرض منطبقا عليها "والمربد" بكسر الميم وسكون الراء وفتح الموحدة "موضع يجفف فيه التمر وثعلبه" بمثلثة ومهملة وموحدة "ثقبه" بمثلثه وقاف "الذي يسيل منه ماء المطر".
وفي القاموس: الثعلب معروف، إلى أن قال: والحجر الذي يخرج منه ماء المطر من الجرين.
"وعن أنس بن مالك قال: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أتيناك وما لنا صبي يغط" بفتح أوله وكسر المعجمة، أي: ينام كناية عن شدة جوعه؛ لأن الغطيط إنما يقع غالبا عند الشبع "ولا بعير يئط" بفتح أوله وكسر الهمزة "أي: ما لنا بعير أصلا؛ لأن البعير لا بد أن يئط" أي: يصوت، فنفى اللازم لنفي الملزوم، لكن في الفتح والصحاح: أنه يئط من ثقل الحمل عليه، فالمعنى: لا يئط لعدم ما يحمله، وهذا أيضا يخالف مقتضى قوله: لا بد أن يئط، أي: مثقلا كان أم لا، ومر للمصنف آنفا أن الأطيط صوت الأقتاب فهو مشترك، وبه صرح الجوهري، فقال: الأطيط صوت الرحل والإبل من ثقل أحمالها ونحوه في القاموس.
"وأنشد" يقول: "أتيناك" بالقصر "والعذراء" بالمد البكر "يدمي لبابها" بموحدتين "وقد شغلت أم الصبي عن الطفل" مع مزيد شفقتها عليه لشدة جوعها "وألقى بكفيه الفتى" أي: الشجاع "لاستكانة" ذل وخضوع "من الجوع ضعفا" أي: لأجل الضعف "ما يمر" ينطق بشر "ولا يحلى" ينطق بخير "ولا شيء مما يأكل الناس عندنا، سوى الحنظل العامي" نسبة إلى العام "والعلهز:" بكسر المهملة والهاء بينهما لام سكنة ثم زاي "الغسل:" بكسر المعجمة وسكون المهملة الرذل "فليس لنا إلا إليك قرارنا، وأين فرار الناس إلا إلى الرسل، فقام -صلى الله عليه وسلم

الصفحة 139