كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
تطيف به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله نبزي محمدا ... ولما نطاعن حوله ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل
فقال -صلى الله عليه وسلم: "أجل"، رواه البيهقي.
وقوله: "يدمي لبابها" أي يدمي صردها لامتهانها نفسها في الخدمة حيث لا تجد ما تعطيه من يخدمها من الجدب وشدة الزمان، وأصل اللباب من الفرس موضع اللبب ثم استعير للناس.
وقوله: "ما يمر ولا يحلي" أي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف.
__________
للرجال وإن لم يكن فيهم نساء، قاله ابن السكيت بنصب ثمال، وعصمة ورفعهما وجرهما على خرابيض "تطيف".
وعند ابن إسحاق: تلوذ، أي: تلتجئ "به الهلاك:" جمع هالك، أي: المشرفون على الهلاك "من آل هاشم" وإذا طاف أو التجأ به هؤلاء السراة لغيرهم أحرى "فهم عنده في نعمة" يد ومنه بتقدير مضاف، أي: في ذوي نعمة، أي: سعة وخير، أو جعل النعمة ظرفا لهم مبالغة "وفواضل" عطف خاص على عام، ففي القاموس الفواضل: الأيادي الجسيمة أو الجميلة، إذ المراد بالنعمة النعم الشاملة للنعم العظيمة والدقيقة "كذبتم وبيت الله" في قولكم: "نبزي" بضم النون وسكون الموحد وكسر الزاي نقهر وتغلب "محمدًا" كذا ضبطه في سبل الرشاد.
وفي النهاية أنه بتحتية، ورفع محمد نائب فاعل يبزي، ولفظه: يبزي، أي: يقهر ويغلب، أراد لا يبزي، فحذف لا من جواب القسم، وهي مرادة، أي: لا يقهر "ولما نطاعن" مجزوم بلما وحذف المفعول للتعميم، أي: نطاعنكم وغيركم "حوله" وعند ابن إسحاق دنه "ونناضل" بنونين وضاد معجمة، أي: نجادل ونخاصم وندافع عنه، أو نرمي بالسهام "ونسلمه" لكم يا معشر قريش، تفعلون به ما شئتم كما طلبتم لا "حتى نصرع حوله، و" حتى "نذهل عن أبنائنا والحلائل:" الزوجات واحدها حليلة "فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أجل" بفتح الهمزة والجيم حرف جواب بمعنى نعم، أي: أردت هذا "رواه البيهقي" في الدلائل بإسناد فيه ضعف لكنه يصلح للمتابعة، قاله الحافظ.
"وقوله: يدمي لبابها، أي: يدمي صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة حيث لا تجد ما تعطيه من" أي: الذي "يخدمها من الجدب وشدة الزمان، وأصل اللباب من الفرس موضع اللبب" بفتحتين "ثم استعير للناس" فأطلق عليها.
"وقوله: ما يمر ولا يحلي، أيك ما ينطق بخير" تفسير ليحلي "ولا شر" تفسير يمر فهو لف