كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
منصور: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعا، فشكا الناس كثرة المطر فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا"، فانحدرت السحابة عن رأسه، فسقوا الناس حولهم. رواه البخاري.
وأفاد الدمياطي أن ابتداء الدعاء على قريش كان عقب طرحهم على ظهره سلى الجزور، وكان ذلك بمكة قبل الهجرة، وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك بالمدينة في القنوت كما في حديث أبي هريرة عند البخاري، ولا يلزم من ذلك اتخاذ هذه القصص، إذ لا مانع أن يدعو بذلك عليهم مرارا. والظاهر أن مجيء أبي سفيان كان قبل الهجرة لقول ابن مسعود: ثم عادوا فذلك قوله: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ
__________
وموحدة فألف فطاء مهملة.
قال الحافظ: هو ابن نصر، ووهم من زعم أنه أسباط بن محمد "عن منصور" يعني: بإسناده المذكور قبله في البخاري، وهو حدثنا محمد بن كثير عن سفيان، حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود: وقد وصله الجوزي والبيهقي من رواية علي بن ثابت عن أسباط بن نصر عن منصور وهو ابن المعتمر، عن أبي ضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود قال: لما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أدبارًا، فذكر نحو الذي قبله، وزاد: فجاءه أبو سفيان وناس من أهل مكة، فقالوا: يا محمد إنك تزعم أنك بعثت رحمة وأن قومك قد هلكوا فادع الله لهم "فدعا" الله "رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسقوا" بضم السين والقاف مبني للمفعول "الغيث" بالنصب مفعوله الثاني "فأطبقت" أي دامت وتواترت "عليهم سبعا" أي: سبعة أيام، وسقطت التام لعدم ذكر المميز، فإنه يجوز فيه الأمران "فشكا الناس كثرة المطر، فقال: "اللهم" أنزل المطر "حوالينا ولا" تنزله "علينا، فانحدرت السحابة عن رأسه فسقوا الناس حولهم".
قال الحافظ: كا في جميع الروايات في الصحيح فسقوا بضم السين والقاف وهي على لغة بني الحارث.
وفي رواية البيهقي المذكورة: فأسقى الناس حولهم، وزاد المصنف: ويجوز النصب على الاختصاص، أي: أعني الناس "رواه البخاري" هنا، وفي التفسير: "وأفاد الدمياطي أن ابتداء الدعاء على قريش كان عقب طرحهم على ظهره سلى الجزور" بفتح السين المهملة والقصر "وكان ذلك بمكة قبل الهجرة، وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك بالمدينة في القنوت، كما في حديث أبي هريرة عند البخاري: ولا يلزم من ذلك اتخاذ هذه القصص: إذ لا مانع أن يدعو بذلك عليهم مرارا، والظاهر أن مجيء أبي سفيان كان قبل الهجرة لقول ابن مسعود: ثم عادوا، فذلك قوله: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} يوم بدر، ولم ينقل أن أبا سفيان قدم المدينة