كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

لأن في رواية أنس "فلم ينزل عن المنبر حتى مطروا" وفي هذه "فما كان إلا جمعة أو نحوها، والسائل في هذه القصة غير السائل في تلك، فهما قصتان، وقع في كل منهم طلب الدعاء بالاستسقاء، ثم طلب الدعاء بالاستصحاء. وإن ثبت أن كعب بن مرة أسلم قبل الهجرة حمل قوله: "استنصرت الله فنصرك" على النصر بإجابة دعائه عليهم، وزال الإشكال المتقدم والله أعلم. انتهى ملخصًا من فتح الباري.
الخامس: استسقاؤه -صلى الله عليه وسلم- عند أحجار الزيت، قريبا من الزوراء، وهي خارج باب المسجد الذي يدعى باب السلام نحو قذفه بحجر، ينعطف عن يمين الخارج من المسجد.
عن عمير، مولى أبي اللحم، أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستسقي رافعا يديه قبل
__________
مع قصة أنس السابقة، فهي واقعة أخرى؛ لأن في رواية أنس: فلم ينزل عن المنبر حتى مطروا، وفي هذه فما كان إلا جمعة أو نحوها، والسائل في هذه القصة غير السائل في تلك" التي رواها أنس؛ لأنه قال: جاء أعرابي "فهما قصتان، وقع في كل منهم طلب الدعاء بالاستسقاء، ثم طلب الدعاء بالاستصحاء. وإن ثبت أن كعب بن مرة أسلم قبل الهجرة حمل قوله: "استنصرت الله فنصرك" على النصر بإجابة دعائه عليهم، وزال الإشكال المتقدم والله أعلم. انتهى ملخصا من فتح الباري" بمعنى أنه ترك منه ما لم يتعلق به غرضه، وفيه بعد هذا: وإني ليكثر تعجبي من إقدام الدمياطي على تغليط ما في الصحيح بمجرد التوهم مع إمكان التصويب مزيد التأمل والتنقيب عن الطرق وجميع ما ورد في الباب، فلله الحمد ما أعلم وأنعم.
"الخامس: استسقاؤه -صلى الله عليه وسلم- عند أحجار الزيت، قريبا من الزوراء" بفتح الزاي وإسكان الواو والمد موضع بالسوق بالمدينة "وهي خارجة باب المسجد الذي يدعى باب السلام في" مكان مسافته "نحو قذفه" رمية "بحجر، ينعطف عن يمين الخارج من المسجد" النبوي "عن عمير" بضم العين مصغر "مولى أبي اللحم" بالمد الغفاري: كان يأبى اللحم، شهد عمير مع مولاه خيبر كما في السنن الأربعة عنه، قال: شهدت خيبر مع سادتي، فكلموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في، فأعطاني من طرق المتاع ولم يسهم لي، وروى مسلم عنه: كنت مملوكا فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أتصدق من مال مولاي بشيء؟، قال: نعم والأجر بينكما وعاش إلى نحو السبعين من الهجرة "أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستسقي رافعا يديه قبل" بكسر ففتح جهة "وجهه لا يجاوزهما

الصفحة 148