كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

وجهه، لا يجاوزهما رأسه، رواه أبو داود والترمذي.
السادس: استسقاؤه عليه الصلاة والسلام في بعض غزواته، لما سبقه المشركون إلى الماء، فأصاب المسلمين العطش، فشكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وقال المنافقون: لو كان نبيا لاستسقى لقومه كما استسقى موسى لقومه، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أوقد قالوها، عسى ربكم أن يسقيكم"، ثم بسط يديه ودعا، فما رد يديه من دعائه حى أظلم السحاب وأمطروا إلى أن سال الوادي، فشرب الناس وارتووا.
فصل: عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا: أنه كان إذا استسقى قال: "اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلائق من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري، واكشف عنا من البلاد ما لا يكشفه غيرك،
__________
رأسه" رواه أبو داود والترمذي.
"السادس: استسقاؤه عليه الصلاة والسلام في بعض غزواته، لما سبقه المشركون إلى الماء، فأصاب المسلمين العطش، فشكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وقال المنافقون: لو كان نبيا لاستسقى لقومه كما استسقى موسى لقومه" بني إسرائيل، والقصة في القرآن: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} [البقرة: 60] الآية "فبلغ ذلك النبي -صلى اله عليه وسلم، فقال: أوقد، قالوها" أي: هذه المقالة، قال ذلك تعجبا منهم "عسى ربكم أن يسقيكم"، ثم بسط يديه ودعا، فما رد يديه من دعائه حتى أظلم السحاب وأمطروا إلى أن سال الوادي، فشرب الناس وارتووا".
"فصل" هو الثالث من الباب الثاني الذي قال فيه، وفيه أربعة فصول، فذكر الكسوف فصلا والاستسقاء ثانيا وهذا الثالث، ويأتي الرابع بعده "عن سالم بن عبد الله" بن عمر "عن أبيه مرفوعا؛ أنه كان" صلى الله عليه وسلم "إذا استسقى قال: "اللهم اسقنا الغيث" المطر "ولا تجعلنا من القانطين" الآيسين الذين قلت فيهم: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56] ، "اللهم إن بالعباد والبلاء والبهائم والخلائق من اللأواء" بالمد الشدة "والجهد" بفتح الجيم وضمها المشقة "والضنك" الضيق في كل شيء للذكر والأنثى، قاله القاموس "ما لا نشكوه إلا إليك" إذ لا يكشف الضر غيرك "اللهم أبنت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء" أي: المطر "وأنبت لنا من بركات الأرض" الزرع "اللهم رافع عنا الجهد والجوع

الصفحة 149