كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

"اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا". رواه الشافعي.
فصل: روى أبو الجوزاء قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا، فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق.
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان، عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر.
__________
"والعري واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت" ولم تزل "غفارا، فأرسل السماء" المطر "علينا مدرارا" كثير الدرور "رواه الشافعي" الإمام رحمه الله.
"فصل: روى أبو الجوزاء" بجيم وزاي أوس بن عبد الله الربعي بفتح الموحدة البصري، تابعي ثقة يرسل كثيرا "قال: قحط" بفتح الحاء وكسرها مع فتح القاف وبضمها وكسر الحاء مبني للمفعول "أهل المدينة قحطا شديدا، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم، فاجعلوا منه كوى إلى السماء" بضم الكاف مقصور جمع كوة بالضم مثل مدية ومدى الثقبة في الحائط، أي: اجعلوا طاقات من السقف الذي على القبر الشريف، كما يفهم من قولها" حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، ففعلوا فمطروا" مطرا كثيرا "حتى نبت العشب" بضم فسكون "وسمنت الإبل حتى تفتقت:" اتسعت "من الشحم، فسمي عام الفتق".
"وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح" واسمه ذكوان "السمان" بائع السمن "عن مالك الدار" وكان خازن عمر، وهو مالك بن عياض مولى عمر، له إدراك، ورواية عن الشيخين ومعاذ وأبي عبيد، وعنه ابناه عبد الله وعوف وأبو صالح وعبد الرحمن بن سعيد المخزومي قال أبو عبيدة: ولاه عمر كيلة عمر، فلما كان عثمان ولاه القسم فسمي مالك الدار.
"قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل" هو بلال بن الحارث المزني الصحابي كما عند سيف في كتاب الفتوح "إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل" بلال بن الحارث "في المنام، فقيل له: ائت عمر" وفي رواية ابن خيثمة من هذا الوجه، فجاءه النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقال له: ائت عمر فقل له:

الصفحة 150