كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
وفي رواية عبد الرزاق: أن عمرا استسقى بالمصلى، فقال للعباس: قم فاستسق.
وذكر الزبير بن بكار أن عمر بن الخطاب استسقى بالعباس عام الرمادة -بفتح الراء وتخفيف الميم- وسمي به لما حصل من شدة الجدب، فأغبرت الأرض جدا من عدم المطر.
وذكر ابن عساكر في كتاب الاستسقاء أن العباس لما استسقى ذلك اليوم قال: اللهم إن عندك سحابا وعندك ماء، فانشر السحاب ثم أنزل منه الماء ثم أنزله علينا، واشدد به الأصل وأطل به الفرع وأدر به الضرع. اللهم تشفعنا إليك بمن لا منطق له من بهائمنا وأنعامنا، الله اسقنا سقيى وادعة بالغة طبقا، اللهم لا نرغب إلا إليك وحدك، لا شريك لك، اللهم نشكو إليك سغب كل ساغب، وعدم كل
__________
إنكم مسقون فعليك، فبكى عمر وقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه.
"وفي رواية عبد الرزاق" عن ابن عباس: "أن عمرا استسقى بالمصلى، فقال للعباس" بن عبد المطلب: "قم فاستسق" فاستسقى، فذكر الحديث، وثبت بهذا أن العباس كان مسئولا وأنه ينزل منزلة الإمام إذا أمره الإمام بذلك كما في الفتح.
"وذكر الزبير بن بكار" عن زيد بن أسلم عن ابن عمر "أن عمر بن الخطاب استسقى بالعباس" بن عبد المطلب "عام الرمادة" ذكر ابن سعد وغيره أن عام الرمادة كان سنة ثماني عشرة، وكان ابتداؤه مصدره الحاج منها، ودام تسعة أشهر، والرمادة "بفتح الراء وتخفيف الميم، وسمي به" العام "لما حصل من شدة الجدب" بمهملة "فاغبرت الأرض جدا من عدم المطر" فصارت كالرماد.
"وذكر ابن عساكر في كتاب الاستسقاء أن العباس لما استسقى ذلك اليوم قال: اللهم إن عندك سحابا وعندك ماء، فانشر السحاب ثم أنزل منه الماء ثم أنزله علينا" والجواد الكريم يجود بما عنده، وأنت الجواد الرحيم الكريم، وما عندك لا يفنى ولا ينفد "واشدد به الأصل" للنبات وهو الأرض "وأطل به الفرع" النبات "وأدر به الضرع، اللهم تشفعنا إليك بمن لا منطق له من بهائمنا وأنعامنا" وفي ذلك مزيد الطالب بالذلة والخضوع الذي هو المطلوب؛ لأن البهائم ترحم.
وفي ابن ماجه مرفوعا: "لولا البهائم لم تمطروا" "اللهم اسقنا سقيى وادعة" أي مسمرة بقدر الحاجة "بالغة طبقا" متسعة "اللهم لا نرغب إلا إليك وحدك لا شريك لك" تأكيد "اللهم