كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
جعلها غاية للقصر. والله أعلم.
الفصل الثاني: في الجمع
وفيه فرعان أيضا:
الفرع الأول: في جمعه -صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر في وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب.
وفي رواية: أنه كان إذا أراد أن يجمع بين صلاتين في السفر أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر.
وفي أخرى: كان إذا عجل به السير يؤخر الظهر إلى وقت العصر فيجمع
__________
يجئ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه أقام في حالة السفر أكثر من تلك المدة جعلها غاية للقصر، والله أعلم" وهذا كله اغترفه المصنف من الفتح بلا عزو، قال: وقد اختلف العلماء في ذلك على أقوال كثيرة.
"الفصل الثاني: في الجمع: وفيه فرعان أيضا" كالذي قبله.
"الأول: في جمعه -صلى الله عليه وسلم" بين الظهرين وبين العشاءين "عن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ارتحل قبل أن تزيغ" بزاي وغين معجمة، أي: تميل "الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما" في وقت العصر "فإن زاغت" مالت "الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب" مقتضاه أنه كان لا يجمع بين الصلاتين إلا في وقت الثانية منهما، وبه احتج من أبى جمع التقديم، لكن روى هذا الحديث إسحاق بن راهوية، فقال: صلى الظهر والعصر جميعا ثم ارتحل، وكذا أخرجه الإسماعيلي والحاكم في الأربعين، وفي زيادة والعصر: قدح لا يضر.
"وفي رواية" عن أنس "أنه" قال: "كان" النبي -صلى الله عليه وسلم "إذا أراد أن يجمع بين صلاتين في السفر أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر" ثم يجمع بينهما كما هو بقية الرواية، أي: جمع تأخير بدليل تعبيره بثم.
"وفي أخرى" عن أنس: "كان" النبي -صلى الله عليه وسلم "إذا عجل" بفتح العين وكسر الجيم أسرع وحضر "به السير" ونسبة الفعل إليه مجاز وتوسع "يؤخر الظهر إلى وقت العصر فيجمع