كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

بينهما، ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء، رواه البخاري ومسلم وأبو داود.
وفي راية للبخاري: كان يجمع بين هاتين الصلاتين في السفر، يعني: المغرب والعشاء.
وفي حديث ابن عباس: كان -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين صلاتي الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير، ويجمع بين المغرب والعشاء، رواه البخاري.
ولمسلم: جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك، فجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.
وله ولمالك وأبي داود والنسائي: أنهم خرجوا معه -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك،
__________
بينهما" جمع تأخير "ويؤخر المغرب حتى يجمع بينهما وبين العشاء" زاد مسلم: حين يغيب الشفق "رواه البخاري ومسلم وأبو داود".
"وفي رواية للبخاري" عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم "كان يجمع بين هاتين الصلاتين في السفر، يعني المغرب والعشاء" يحتمل جمع التقديم والتأخير لكن يعينه حديث ابن عمر في الصحيحين: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أعجله السير في السفر يؤخر صلاة المغرب إلى أن يغيب الشفق حتى يجمع بينها وبين العشاء".
"وفي حديث ابن عباس: كان -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين صلاتي الظهر والعصر" جمع تأخير "إذا كان على ظهر سير" بالإضافة لأكثر الرواة، وللكشميهني على ظهر بالتنوين يسير بلفظ المضارع بتحتية مفتوحة أوله، قال الطيبي: ظهر سير للتأكيد كقوله: "الصدقة عن ظهر غنى"، يقع لفظ ظهر في مثل هذا اتساعا للكلام كأن السير كان مسندا إلى ظهر قوي من المطي مثلا، وقال غيره: جعل للسير ظهرا؛ لأن الراكب ما دام سائرا كأنه راكب ظهر، وفيه جناس التحريف بين الظهر وظهر "ويجمع بين المغرب والعشاء، رواه البخاري ولمسلم".
عن ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك" سنة تسع "فجمع بين لظهر والعصر والمغرب والعشاء".
قال عياض: لم تفسر في شيء من الروايات، أي: عن ابن عباس صورة الجمع، وفسرها في حديث معاذ، فذكر رواية أبي داود الآتية.
"وله" أي: لمسلم في الفضائل، لا في هذا الباب من طريق مالك بن أنس. "ولمالك" في الموطأ "وأبي داود والنسائي" كلهم عن معاذ بن جبل "أنهم" أي: الصحابة "خرجوا مع -صلى الله عليه وسلم

الصفحة 162