كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
وفي حديث أبي أيوب الأنصاري، عند البخاري ومسلم: جمع في حجة الوداع بين المغرب والعشاء في المزدلفة.
وفي رواية ابن عباس، عند النسائي: صلى المغرب والعشاء بإقامة واحدة.
وفي رواية جعفر بن محمد عن أبيه عند أبي داود: صلى الظهر والعصر بأذان واحد بعرفة، ولم يسبح بينهما وإقامتين، وصلى المغرب والعشاء بجمع بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما.
الفصل الثالث: في صلاته -صلى الله عليه وسلم- النوافل في السفر
عن ابن عمر قال: سافرت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا
__________
"وفي حديث أبي أيوب" خالد "الأنصاري عند البخاري ومسلم" أنه -صلى الله عليه وسلم- "جمع في حجة الوداع بين المغرب والعشاء في المزدلفة" جمع تأخير.
"وفي رواية ابن عباس عند النسائي: صلى المغرب والعشاء بإقامة واحدة" وبه قال بعض الأئمة، قال مالك والشافعي وغيرهما بإقامتين لحديث أمامة في الصحيحين، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أقيمت العشاء فصلاها واختلف هل يؤذن لكل منهما وهو قول مالك أولا وهو قول الشافعي.
"وفي رواية جعفر بن محمد عن أبيه عند أبي داود: صلى الظهر والعصر بأذان واحد بعرفة ولم يسبح" أي: ينتفل "بينهما وإقامتين، وصلى المغرب والعشاء بجمع" أي: مزدلفة "بأذان واحد وإقامتين" وبه قال الشافعي في القديم وابن الماجشون واختاره الطحاوي "ولم يسبح بينهما" لئلا يخل بالجمع.
"الفصل الثالث: في صلاته -صلى الله عليه وسلم- النوافل في السفر" أي: بيان ما كان يفعله من صلاتها تارة وعدمها أخرى.
"عن ابن عمر قال: سافرت مع النبي -صلى الله عليه وسلم" عدة أسفار في زمانه "و" سافرت مع "أبي بكر" في خلافته "و" مع "عمر" في خلافته "و" مع "عثمان" في خلافته، فالمراد أنه سافر مع كل في الزمن الذي تنسب إليه المعية بكونه متبوعا، ولا يتوهم أن المراد مجتمعين في سفر واحد؛ لأنهم إذا كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينسب إلى واحد منهم فعل، ولا أنه يكون متبوعا حتى يقول معه، وكذا إذا كان الأمير الصديق، فإنما تنسب المعية إليه، وهكذا والأحاديث صريحة في هذا.
"فكانوا يصلون الظهر والعصر ركعتين ركعتين" بالتكرار، لإفادة عموم التثنية لكل منهما.