كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

ومسلم.
ولمسلم: فصففنا صفين خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم، والعدو بيننا وبين القبلة فكبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وكبرنا جميعا، ثم ركع وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه، وقام الصف المؤخر في نحر العدو فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- السجود وقام الصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا، ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم، ثم ركع النبي -صلى الله عليه وسلم- وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه -الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى -فقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- السجود والصف الذي يليه، انحدر الصف المؤخر
__________
وللقوم ركعتان"، قال النووي: أي: صلى بالطائفة الأولى ركعتين وسلم وسلموا والثانية كذلك، فكان متنفلا وهم مفترضون. انتهى".
وتعقب بأنه لم يسلم من الفرض في حديث جابر المذكور في الصحيح، فالأظهر أن معنى: وللقوم ركعتان، أي: في الجماعة والركعتان أتموهما لأنفسهم، ويكون فعل ذلك لبيان جواز الإتمام في السفر "رواه البخاري" في الجهاد وفي المغازي "ومسلم" في الصلاة "ولمسلم" هنا عن جابر، قال: شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف "فصفنا" بشد الفاء، وفي رواية: "فصففنا"، أي: النبي -صلى الله عليه وسلم "صفين" صف "خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم" أي: وصف مؤخر عنه "والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر النبي -لى الله عليه وسلم- وكبرنا" عقبه "جميعا، ثم ركع وركعنا جميعا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا" معه "جميعا" رؤوسنا، وجميعا هنا للتأكيد "ثم انحدر بالسجود" الانحدار يقتضي السرعة في الهوي، وبالسجود يتعلق بانحدار والباء للمصاحبة، أي: ملتبسا بالسجود، أو بمعنى اللام وتسمى لام التعليل "و" كذا "الصف الذي يليه" معه وهو الأقرب "وقام الصف المؤخر في نحر العدو" أي: قبل وجوههم وصدورهم من النحر الذي هو موضع القلادة من الصدر "فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- السجود" أي: انفصل منه، والمراد الجنس فيعم السجدتين "وقام الصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا، ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم، ثم ركع النبي -صلى الله عليه وسلم- وركعنا جميعا" هذا يقتضي أن الحراسة إنما كانت في السجود لا غير، وأن العدو كان في جهة القبلة "ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى" صفة أخرى للصف، أو للذي، أو بدل منها "فقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم السجود والصف" بالرفع "الذي يليه" موضعه رفع صفة الصف "انحدر الصف

الصفحة 175