كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل، فجاؤوا فركع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهم ركعة وسجد سجدتين ثم سلم، فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين.
وفي حديث جابر: أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالناس صلاة الظهر في الخوف ببطن نخل، فصلى بطائفة ركعتين ثم سلم، ثم جاءت طائفة أخرى فصلى بهم ركعتين ثم سلم، رواه البغوي في شرح السنة.
وعنه: أنه -صلى الله عليه وسلم- نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون: لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وأمهاتهم، وهي العصر، فأجمعوا أمركم فتميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمره أن يقسم أصحابه شطريه، فيصلي بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، فتكون لهم ركعة
__________
أي: الطائفة الثانية، فقضوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا ثم ذهبوا، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلوا أنفسهم ركعة ثم سلموا، قال: ورجح ابن عبد البر هذه الكيفية الواردة في حديث ابن عمر على غيرها لقوة الإسناد ولموافقة الأصول في أن المأموم لا يتم صلاته قبل سلام إمامه، وقد جوزها الشافعي وأحمد وغيرهما، وظاهر كلام المالكية امتناعها، ونقل عن الشافعي أنها منسوخة ولم يثبت عنه.
"وفي حديث جابر أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالناس صلاة الظهر في الخوف ببطن نخل:" محل بين مكة والمدينة "فصلى بطائفة ركعتين ثم سلم، ثم جاءت طائفة أخرى فصلى بهم ركعتين ثم سلم، رواه البغوي في شرح السنة" وكذا البيهقي في المعرفة بسند فيه ضعف وانقطاع، ورواه الدارقطني بنحوه من وجه آخر فيه عنبسة بن سعيد ضعفه غير واحد.
"وعنه" أي: جابر أيضا "أنه -صلى الله عليه وسلم- نزل بين ضجنان" بفتح الضاد المعجمة وسكون الجيم ونونين بينهما ألف بزنة فعلان غير منصرف، قال في الفائق: جبل بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلا "وعسفان" زاد في رواية مسلم عن جابر: غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوما من جهينة، فقاتلونا قتالا شديدا، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم، فأخبر جبريل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك، فذكر ذلك لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قال: "فقال المشركون: لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وأمهاتهم" زاد الدارقطني: ومن أنفسهم "وهي العصر، فاجمعوا أمركم:" اعزموا على أمر تفعلونه "فتميلوا عليهم ميلة واحدة" بأن تحملوا عليهم فتأخذوهم "وأن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمره أن يقسم أصحابه شطرين" أي: طائفتين "فيصلي بهم وتقوم طائفة أخرى وراءهم" يحرسون حتى تصلي الطائفة الأولى "وليأخذوا

الصفحة 178