كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

غير أنه يتم الركوع والسجود. قالت في رواية أخرى: وذلك ضحى. ولمسلم: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في بيتها عام الفتح في ثوب واحد، قد خالف بين طرفيه. وللنسائي: أنها ذهبت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة بنته تستره بثوب. فسلمت عليه فقال: من هذه؟ فقلت: أنا أم هانئ، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد. ولأبي داود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة صلى سبحة الضحى ثماني ركعات يسلم من كل ركعتين.
__________
ستره في ابتداء الغسل والآخر في أثنائه، انتهى، وهو حسن إلا أن قوله أولا -ظاهره أنه اغتسل في بيتها، ووقع في الموطأ ومسلم من طريق أبي مرة، عنها أنها ذهبت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بأعلى مكة فوجدته يغتسل -عجيب، فإنه في البخاري في الغسل والصلاة وأواخر الجزية من طريق مالك كما علم، وليس في المواضع الثلاث ولا الموطأ قوله: وهو بأعلى مكة، وإنما هو في إحدى روايات مسلم "وصلى ثمان ركعات" بدون ياء بعد النون، وفي رواية: ثماني بالياء.
زاد كريب عن أم هانئ: يسلم من كل ركعتين، أخرجه ابن خزيمة وفيه رد على من تمسك به في صلاتها موصولة سواء صلى ثمانيا أو أقل، وللطبراني عن ابن أبي أوفى أنه صلى الضحى ركعتين فسألته امراته، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفتح ركعتين، وهو محمول على أنه رأى من صلاته ركعتين، ورأت أم هانئ بقية الثامن وهذا يقوي أنه صلاها مفصولة "فلم أر صلاة قط أخف منها" أي من صلاته -صلى الله عليه وسلم- وللبخاري: فما رأيته صلى صلاة أخف منها "غير أنه يتم الركوع والسجود" ولمسلم عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ: لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده، كل ذلك متقارب.
"قالت في رواية أخرى" عند الشيخين: "وذلك ضحى" أي صلاة ضحى "ولمسلم" من طريق أبي مرة عن أم هانئ؛ "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في بيتها عام الفتح في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه" هو الاضطباع المعروف، وهذا اللفظ يؤيد الجمع المتقدم عن الحافظ:
"وللنسائي أنها ذهبت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح فوجدته يغتسل" تنظيفا لما عليه من الغبار، كما جاء في الحديث: فجاء وعلى وجهه وهج الغبار، فأمر فاطمة، أو كان غسلا شرعيا "وفاطمة بنته تستره بثوب" جملتان حاليتان، وفيه ستر المحارم عند الاغتسال وذلك حسن "فسلمت عليه، فقال:" بعد رد السلام ولم ينكره للعلم به "من هذه؟ " يدل على أن الستر كان كثيفا وعلم أنها امرأة؛ لأن ذلك الموضع لا يدخل عليه فيه الرجال "فقلت: أنا أم هانئ" بنت أبي طالب "فلما فرغ من غسله" بضم الغين "قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد" وعجب من عزو المصنف، ذلك للنسائي فقط مع أنه في الصحيحين بهذا اللفظ "ولأبي

الصفحة 21