كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

وقد استدل بحديث البخاري ومسلم على استحباب تخفيف صلاة الضحى، وفيه نظر، لاحتمال أن يكون السبب فيه التفرغ لمهمات الفتح لكثرة شغله به، وقد ثبت من فعله -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى الضحى فطول فيها، أخرجه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة.
وأما حديث أم سلمة فرواه الحاكم من طريق إسحاق بن بشر المحاربي، قالت: كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى ثنتي عشرة ركعة.
قلت: وروي عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه: أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى ست ركعات. رواه الحاكم أيضا.
وعن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في السفر سبحة الضحى ثماني ركعات. رواه أحمد، وصححه ابن خزيمة والحاكم.
__________
داود" عن كريب عن أم هانئ؛ "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة صلى سبحة الضحى" بالإضافة، أي صلى نافلتها "ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين" فصلاها مفصولة.
"وقد استدل بحديث البخاري ومسلم" المذكور أولا "على استحباب تخفيف صلاة الضحى وفيه نظر" كما قال الحافظ "لاحتمال أن يكون السبب فيه التفرغ لمهمات الفتح لكثرة شغله به، وقد ثبت من فعله -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى الضحى فطول فيها، أخرجه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة" بن اليمان. "وأما حديث أم سلمة فرواه الحاكم من طريق إسحاق بن بشر المحاربي" عنها "قالت: كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى ثنتي عشرة ركعة" ليس صريحًا أن الجميع منوي به الضحى لجواز أن ما زاد على الثمان من النفل المطلق كما أومأ إليه الحافظ بقوله: استدل بحديث أم هانئ على أن أكثر الضحى ثمان ركعات، ثم ذكر ما نقله المصنف بعد قليل بقوله: واستبعده السبكي، إلى قوله: ففرق بين الأكثر والأفضل، ثم قال: ولا يتصور ذلك إلا فيمن صلى الإثني عشرة بتسليمة واحدة، فأما من فصل فما زاد على الثمان يكون نفلا مطلقا وتأتي عبارته.
"قلت: وروي" زياد علي من عد الحاكم من الصحابة خمسة وهم: جبير وأنس وعلي وأبو بكرة وجابر، فروي "عن ابن جبير بن مطعم" بن عدي النوفلي "عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى" زاد في نسخ "ست ركعات، رواه الحاكم أيضا" ففاته عده مع كونه رواه. "وعن أنس بن مالك قال: رأيت رسول اله -صلى الله عليه وسلم- صلى في السفر سبحة" أي:

الصفحة 22