كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

وأبو داود.
وبحديث مورق العجلي قال: قلت لابن عمر، أتصلي الضحى؟ قال: لا، قلت: فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بكر قال: لا، قلت: فالنبي -صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أخاله. رواه البخاري.
وقوله: "لا أخاله" أي لا أظنه، وهو بكسر الهمزة وتفتح أيضا، والخاء معجمة.
وقول الشعبي: سمعت ابن عمر يقول: ما ابتدع المسلمون أفضل من صلاة الضحى.
وروى عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا ابن عمر
__________
قالت عند من عزاه لهم ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي "سبحة الضحى قط" بضم السين، أي نافلته، وأصلها من التسبيح خصت به النافلة؛ لأنه في الفريضة نافلة، فقيل لصلاة النافلة: سبحة؛ لأنها كالتسبيح في الفريضة "وإني لأسبحها" أي لأصليها؛ لأنه بلغها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاها. وفي رواية: لأستحبها من الاستحباب، والروايتان لأصحاب الموطأ.
قال الحافظ: ولكل وجه، ولكن الأول يقتضي الفعل، والثاني لا يستلزمه "رواه البخاري" من طريق مالك وابن أبي ذئب "ومسلم" من طريق مالك "ومالك" في الموطأ "وأبو داود" من طريقه، ومالك وابن أبي ذئب عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي سبحة الضحى قط، وإني لأسبحها وإن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم ... إلخ. فقد فيه المصنف وأخر وقال: ما سبح مع أن الذي قالته ما رأيته يصلي، وذلك ليس نفيا مطلقا فهذا اختصار مخل. "و" احتجوا أيضا "بحديث مورق" بفتح الواو وكسر الراء الثقيلة وبقاف، ابن مشمرج بضم الميم وفتح المعجمة وسكون الميم وكسر الراء وجيم ابن عبد الله "العجلي" أبي المعتمر البصري، ثقة عابد. مات بعد المائة وما له في البخاري عن ابن عمر سوى هذا الحديث. "قال: قلت لابن عمر: أتصلي الضحى؟ قال: لا" أصليها "قلت: فعمر؟ قال: لا" أي لم يصلها "قلت: أبو بكر؟ قال: لا، قلت: فالنبي -صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أخاله" أي لا أظنه صلاها "رواه البخاري" من إفراده عن مسلم.
"وقوله: لا أخاله، أي لا أظنه وهو بكسر الهمزة وتفتح أيضا والخاء معجمة "و" احتجوا أيضا بـ"قول الشعبي" عامر "سمعت ابن عمر يقول: ما ابتدع المسلمون أفضل من صلاة الضحى" فسماها بدعة.

الصفحة 25