كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

وقد ذكر أصحابنا الشافعية أنها أفضل التطوع بعد الرواتب، لكن النووي في شرح المهذب قدم عليها صلاة التراويح فجعلها في الفضل بين الرواتب والضحى.
وحكى الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العراقي في شرح الترمذي: أنه اشتهر بين العوام أن من صلى الضحى ثم قطعها يعمى، فصار كثيرا من الناس يتركها أصلا لذلك، وليس لما قالوه أصل، بل الظاهر أنه مما ألقاه الشيطان على ألسنة العوام ليحرمهم الخير الكثير، لا سيما مع ما وقع في حديث أبي ذر واقتصر في الوصية للثلاثة المذكورين على الثلاثة المذكورة في الحديث؛ لأن الصلاة والصيام أشرف العبادات البدنية، ولم يكن المذكورون من أصحاب الأموال فكان يجزيهم ذلك من الصدقة عن السلامى، كما في الحديث والله أعلم.
__________
الضحى" لفظ مسلم ركعتان يركعهما من الضحى، أي لأن الصلاة عمل بجميع أعضاء البدن فإن صلى فقد قام كل عضو بوظيفته التي عليه في الأصل، وفيه بيان عظيم فضل صلاة الضحى وجسيم أجرها، وفيه أن العبد لم يوجب على الله شيئا من الثواب بعمله؛ لأن أعماله كلها لو قوبلت بإزاء ما وجب عليه من الشكر على عضو واحد لم تف به. "وقد ذكر أصحابنا الشافعية أنها أفضل التطوع بعد الرواتب، لكن النووي في شرح المهذب قدم عليها صلاة التراويح فجعلها في الفضل بين الرواتب والضحى" وهو المعتمد عندهم.
"وحكى الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العراقي في شرح الترمذي أنه اشتهر بين العوام أن من صلى الضحى ثم قطعها يعمى فصار كثير من الناس يتركها أصلا لذلك" لخوف العمى إن قطعها "وليس لما قالوه أصل" في حديث ولا أثر "بل الظاهر أنه مما ألقاه الشيطان على ألسنة العوام ليحرمهم الخير الكثير" الحاصل لمن صلى الضحى "لا سيما مع ما وقع في حديث أبي ذر" من أجزائها عن صدقات المفاصل واستعمل لا سيما بلا واو على قول من أجازه مستدلا بقول الشاعر:
ف بالعقود وبالأيمان لا سيما ... عقد وفاء به من أعظم القرب
فخففها وحذف الواو وفي الغنى وغيره عن ثعلب من استعملها على خلاف قوله:
ولا سيما يوم بدارة جلجل
فهو مخطئ "واقتصر في الوصية للثلاثة المذكورين" أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي ذر "على الثلاثة المذكورة في الحديث" الصوم والضحى والوتر قبل النوم؛ "لأن الصلاة والصيام أشرف العبادات البدنية ولم يكن" الثلاثة "المذكورون من أصحاب الأموال فكان يجزيهم ذلك من الصدقة" فحواه أن الغني لا يجزيه الضحى، وبه صرح بعضهم "عن السلامى" بضم

الصفحة 33