كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

دليل، ولو وجد لم يكن حجة؛ لأن عائشة ذكرت أنه كان إذا عمل عملا أثبته، فلا تستلزم المواظبة على هذا الوجوب عليه. انتهى.
وقال ابن العربي في "عارضة الأحوذي": أنا أبو الحسن الأزدي أنا طاهر، أنا علي، قال: أخبرنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري، قال: أنبأنا الحسين الختني، أخبرنا أبو غسان أنبأنا قيس عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كتب علي النحر ولم يكتب عليكم وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها". رواه الدارقطني.
__________
نقول يحتاج من أثبته إلى دليل، ولو وجد لم يكن حجة؛ لأن عائشة ذكرت أنه" صلى الله عليه وسلم "كان إذا عمل عملا أثبته" أي واظب عليه "فلا تستلزم المواظبة" المداومة "على هذا" الذي قالته عائشة "الوجوب علي، انتهى" كلام الحافظ.
"قال ابن العربي" الحافظ أبو بكر محمد "في عارضة الأحوذي" على كتاب الترمذي قال ابن خلكان: العارضة القدرة على الكلام والأحوذي -بفتح الهمزة وسكون المهملة وفتح الواو وكسر المعجمة وتحتية مشددة- الخفيف في الشيء لحذقه. وقال الأصمعي: الأحوذي المشمر في الأمور القاهر لها لا يشذ عليه منها شيء. "أنا" اختصار لا خبر "أبو الحسن" وفي نسخة أبو الخير "الأزدي": قال "أنا طاهر" قال "أنا علي".
"قال: أخبرنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري قال: أنبأنا الحسين الختني" بضم المعجمة وفتح الفوقية خفيفة وبعضهم يشددها، نسبة إلى ختن من بلاد الترك. قال: "أخبرنا أبو غسان" قال: "أنبأنا قيس عن جابر" بن يزيد الجعفي ضعيف رافضي "عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كتب" أي فرض "علي النحر ولم يكتب عليكم" أي لم يفرض فلا ينافي ندبه "وأمرت بصلاة الضحى" أمر إيجاب بدليل قوله "ولم تؤمروا بها" وجوبا بل استحبابا "ورواه الدارقطني" وأحمد وهو ضعيف من جميع طرقه، وصححه الحاكم فذهل، قاله الحافظ.

الصفحة 35