كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

إنه المختار الذي عليه الأكثرون والمحققون من الأصوليين، وذكر ابن دقيق العيد أنها تقضيه عرفا.
فعلى هذا: ففي الحديث دلالة على تكرار فعل هذه النوافل من النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه كان هذا دأبه وعادته.
وعن عائشة رضي الله عنها: كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي في بيته قبل الظهر أربعا، ثم يخرج فيصلي بالناس الظهر، ثم يدخل فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين، ثم يصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين، الحديث، وفي آخره: وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين. رواه مسلم. فهذه ثنتا عشرة ركعة.
وعنها: أنه -صلى الله عليه وسلم- لا يدع أربعا قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة. وفي رواية: ولم يكن يتركهما سرا ولا علانية، في سفر ولا حضر ركعتان قبل الصبح وركعتان بعد العصر. رواه البخاري ومسلم.
__________
"وقال النووي في شرح مسلم: إنه المختار الذي عليه الأكثرون المحققون من الأصوليين، وذكر ابن دقيق العيد أنها تقضيه عرفا" وهو الراجح "فعلى هذا ففي الحديث دلالة على تكرار فعل هذه النوافل من النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه" أي الشأن "كان هذا دأبه وعادته" عطف تفسير. "وعن عائشة رضي الله عنها" قالت: "كان صلى الله عليه وسلم يصلي في بيته قبل الظهر أربعا ثم يخرج" إلى المسجد "فيصلي بالناس الظهر ثم يدخل" بيته "فيصلي ركعتين" فيه "وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل" البيت "فيصلي ركعتين" راتبة المغرب "ثم يصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين، الحديث" ذكر في صلاته بالليل "وفي آخره وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين" قبل الصبح "رواه مسلم" عن عبد الله بن شقيق عنها "فهذه ثنتا عشرة ركعة، وعنها" أي عائشة "أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدع" يترك "أربعا قبل الظهر" يأتي للمصنف قريبا الجمع بينه وبين حديث ابن عمر "وركعتين قبل الغداة" أي الصبح وهما ركعتا الفجر.
"وفي رواية" عن عئشة "و" صلاتان "لم يكن يتركهما سرا ولا علانية في سفر ولا حضر" وأبدلت من صلاتان المقدر وهو ملفوظ به في مسلم قولها "ركعتان قبل الصبح".
وفي رواية بين النداءين أي أذان الصبح وإقامته، وفي أخرى خفيفتان بين النداء والإقامة "وركعتان بعد العصر" هما الركعتان اللتان بعد الظهر كان شغل عنهما لما أتاه ناس من عبد القيس مسلمين فصلاهما بعد العصر، وكان إذا صلى صلاة ثبتها كما في الصحيح عن عائشة، يعني داوم عليها، وهذا من خصائصه "رواه البخاري ومسلم" أي روايا حديث عائشة المذكور

الصفحة 38