كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

الوقت، وبه جزم القرطبي، وقيل: ليستفتح صلاة النهار بركعتين خفيفتين، كما كان يصنع في صلاة الليل كما تقدم، ليدخل في الفرض أو ما شابهه في الفضل بنشاط واستعداد تام.
وقد ذهب بعضهم إلى إطالة القراءة فيهما، وهو قول أكثر الحنفية، ونقل عن الشعبي، وأورد البيهقي فيه حديثا مرفوعا من مرسل سعيد بن جبير، وفي سنده راو لم يسم، وخص بعضهم ذلك بمن فاته شيء من قراءته في صلاة الليل، فيستدركها في ركعتي الفجر، وأخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الحسن البصري.
وكان كثيرًا ما يقرأ في الركعة الأولى منهما {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136] الآية التي في البقرة، وفي الآخرة منهما {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} إلى قوله {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] . رواه مسلم وأبو داود والنسائي من رواية ابن عباس.
__________
الشيخان وهذا لفظ النسائي" وأما لفظ الشيخين فقريب منه. "واختلف في حكمة تخفيفهما فقيل: ليبادر إلى صلاة الصبح في أول الوقت وبه جزم القرطبي" في المفهم "وقيل: ليستفتح صلاة النهار بركعتين خفيفتين كما كان يصنع في صلاة الليل كما تقدم ليدخل في الفرض أو ما شابهه في الفضل" في الجملة وإلا فثواب الفرض يزيد على النفل بسبعين درجة، ويعاقب على ترك الفرض بخلاف النفل "بنشاط واستعداد تام" إذ لو طولهما لربما نقص تمام ذلك، وكان المراد التشريع إذ هو لا يسأم من العبادة ولا يأتي بها بلا نشاط. "وقد ذهب بعضهم إلى" استحباب "إطالة القراءة فيهما وهو قول أكثر الحنفية، ونقل عن الشعبي" من التابعين "وأورد البيهقي فيه" أي تطويل القراءة "حديثا مرفوعا من مرسل سعيد بن جبير، وفي سنده راو لم يسم" فهو ضعيف مع إرساله فلا حجة فيه خصوصا مع معارضة الحديث الصحيح. "وخص بعضهم ذلك بمن فاته شيء من قراءته في صلاة الليل فيستدركها في ركعتي الفجر" زاد في الفتح: ونقل ذلك عن أبي حنيفة "وأخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الحسن البصري" وهو وجيه لولا معارضته المتفق على صحته "وكان كثيرا ما يقرأ في الركعة الأولى منهما {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الآية التي في البقرة وفي" الركعة "الآخرة منهما: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} إلى قوله: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] وخص هاتين الآيتين لما فيهما من ذكر الإيمان وإخلاص التوحيد ليفتتح نهاره بذلك "رواه مسلم وأبو داود والنسائي من رواية" أي حديث

الصفحة 40