كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

فيها. انتهى.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن. رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة.
لأنه عليه الصلاة والسلام كان يحب التيمن، وقد قيل: الحكمة فيه أن القلب من جهة اليسار فلو اضطجع عليه لاستغرق نوما؛ لأنه أبلغ في الراحة، بخلاف اليمن فيكون القلب معلقا فلا يستغرق، وهذا إنما يصح بالنسبة إلى غيره عليه الصلاة والسلام كما لا يخفى.
وأما ما روي أن ابن عمر رأى رجلا يصلي ركعتي الفجر ثم اضطجع فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: أردت أن أفصل بين صلاتي فقال له: وأي فصل أفضل من السلام، قال: فإنها سنة، قال: بل بدعة. رواه ابن الأثير في جامعه عن رزين. وكذا ما روي من إنكار ابن مسعود، ومن قول إبراهيم النخعي: إنها ضجعة الشيطان، كما أخرجهما ابن أبي شيبة، فهو محمول على أنه لم يبلغهم الأمر
__________
لوضوح الأمر فيها. انتهى".
ويدل عليه أن قول عائشة: لا أدري أقرأ الفاتحة أو لا، يدل على أنه كان مقررًا عندهم أنه لا بد من قراءة الفاتحة "وكان عليه الصلاة والسلام إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع" أي: نام "على شقه الأيمن، رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يحب التيمن، وقد قيل: الحكمة فيه أن القلب من جهة اليسار فلو اضطجع عليه لاستغرق نوما؛ لأنه أبلغ في الراحة بخلاف اليمين، فيكون القلب معلقا فلا يستغرق" إذا نام عليه "وهذا إنما يصح بالنسبة إلى غيره عليه الصلاة والسلام كما لا يخفى"؛ لأن عينه تنام ولا ينام قلبه.
"وأما ما روي أن ابن عمر رأى رجلا يصلي ركعتي الفجر ثم اضطجع:" نام "فقال: ما حملك على ما صنعت؟ " بفتح تاء الخطاب "فقال: أردت" بضم تاء المتكلم "أن أفصل بين صلاتي" بفتح الفوقية وشد الياء تثنية، أي صلاة الفجر والصبح "فقال له: وأي فصل أفضل من السلام؟، قال:" الرجل "فإنها" أي الضجعة "سنة، قال" ابن عمر: "بل بدعة، رواه ابن الأثير" المبارك "في جامعه" أي كتابه جامع الأصول "عن رزين" بن معاوية السرقسطي في كتابه تجريد الصحاح "وكذا ما روي من إنكار ابن مسعود" للاضطجاع "ومن قول إبراهيم النخعي: إنها

الصفحة 43