كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

وفي رواية أم الحصين، عند أبي داود: رأيت أسامة وبلالا أحدهما آخذ بخطام ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة.
وفي رواية النسائي: ثم خطب فحمد الله وأثنى عليه، وذكر قولا كثيرا.
وعن أم جندب: رأيته عليه الصلاة والسلام يرمي الجمرة من بطن الوادي، وهو راكب، يكبر مع كل حصاة، ورجل من خلفه يستره، فسألت عن الرجل فقالوا: الفضل بن العباس. وازدحم الناس فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضا، وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف".
__________
"وفي رواية أم الحصين:" بمهملتين مصغر الأحمسية الصحابية لم تسم، وسمى بعض الرواة أباها إسحاق، قال أبو عمر: لم أر لغيره "عند أبي داود" ومسلم، فالعزو له أولى، فإنه رواه من طريق يحيى بن الحصين عن أم الحصين جدته، قالت: حججت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع، فـ"رأيت أسامة وبلالا وأحدهما آخذ" بالمد اسم فاعل "بخطام" بكسر المعجمة: "ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والآخر رافع ثوبه يستره" صلى الله عليه وسلم "من الحر".
وفي رواية لمسلم: من الشمس "حتى رمى جمرة العقبة".
"وفي رواية النسائي" عنها: "ثم خطب فحمد الله وأثنى عليه وذكر قولا كثيرا" كأنها لم تحفظه أو لم ترد التحديث به، وهو في مسلم أيضا قبل هذه بلفظ: قالت: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولا كثيرا، ثم سمعته يقول: إن أمر عليكم عبد مجدع، حسبتها قالت: أسود يقودكم بكتاب الله تعالى فاسمعوا له وأطيعوا.
"وعن أم جندب" الأزدية: لم تسم وهي أم سليمان بن عمرو بن الأحوص.
روى أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم عنها أنها قالت: "رأيته عليه الصلاة والسلام يرمي الجمرة من بطن الوادي وهو راكب" ناقته "يكبر مع كل حصاة ورجل:" مبتدأ للوصف بقوله: "من خلفه يستره" خبر، أي: من الحر.
قال الولي: أو من حصاة تقع عليه، أو ممن يزاحمه وهو لا يعرفه لكثرة الناس.
"فسألت عن الرجل، فقالوا: الفضل بن العباس" ووقع في رواي لابن سعد: العباس بن عبد المطلب، والصواب الأول كما في الإصابة.
ولابن سعد عن بعض الصحابة: أن الذي كان يظلله بلال، وجمع باحتمال أنهما كانا يتناوبان.
"وازدحم الناس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا" بالازدحام، ولم

الصفحة 432