كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
بالموسى، ونظر في وجهه، وقال: "يا معمر، أمكنك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شحمة أذنه وفي يدك الموسى"، قال: فقلت له: أما والله يا رسول الله، إن ذلك لمن نعم الله علي ومنه؟، قال: "أجل".
وقال البخاري: وزعموا أن الذي حلق للنبي -صلى الله عليه وسلم- معمر بن عبد الله بن نضلة بن عوف. انتهى. وهو عند ابن خزيمة في صحيحه.
وعند الإمام أحمد: وقلم -صلى الله عليه وسلم- أظفاره وقسمها بين الناس.
وعنده أيضا: من حديث محمد بن زد، أن أباه حدثه، أنه شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- عند المنحر ورجل من قريش وهو يقسم أضاحي، فلم يصبه شيء ولا صاحبه،
__________
بالموسى ونظر في وجهه" ولفظ أحمد عن معمر: كنت أرجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع ... الحديث، وفيه فلما نحر -صلى الله عليه وسلم- هديه بمنى أمرني أن أحلقه، فأخذت الموسى فقمت على رأسه فنظر -صلى الله عليه وسلم- في وجهي "وقال: "يا معمر أمكنك رسول الله صلى الله عليه وسلم- من شحمة أذنه وفي يدك الموسى" عبر بالاسم الظاهر تشريفا له بالرسالة والاستفهام تعجبي.
"قال" معمر: "فقلت له" عليه السلام: "أما" بالفتح والتخفيف "والله يا رسول الله إن ذلك لمن نعم الله علي، ومنه؟ قال: "أجل" أي: نعم، وبقية خبر أحمد، قال -صلى الله عليه وسلم: "إذا أقر لك"، قال: ثم حلقت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأقر بقاف وشد الراء، أي: أثبت لك حتى تحلق.
"وقال البخاري: وزعموا أن الذي حلق للنبي -صلى الله عليه وسلم" وفي نسخة: النبي، أي: شعر رأس النبي، فحذف المضاف وأقم المضاف إليه مقامه "معمر بن عبد الله" بن مالك "بن نضلة" بفتح النون وإسكان المعجمة "ابن عوف" العدوي، صحابي كبير من مهاجرة الحبشة. "انتهى".
"وهو عند ابن خزيمة في صحيحه" وأحمد من حديث معمر كما علم، ورواه الطبراني عن أم سلمة، قالت: حلق رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر معمر بن عبد الله العدوي، وقيل: الذي حلقه خراش بن أمية بن ربيعة الخزاعي، ثم الكلبي بموحدة مصغر نسبة إلى جد له اسمه كليب، والمشهور الأول، فقد قال ابن السكن الخراش بن أمية: حديث واحد، وهو قوله: أنا حلقت رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند المروة في عمرة القضية، وقال ابن الكلبي: حلقه فيها أو في الحديبية.
"وعند الإمام أحمد: وقلم -صلى الله عليه وسلم- أظفاره" بعدما حل "وقسمها بين الناس" للتبرك.
"وعنده أيضا من حديث محمد بن زيد: أن أباه حدثه أنه شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- عند المنحر ورجل من قريش وهو" -صلى الله عليه وسلم "يقسم أضاحي، فلم يصبه" أي: زيدا "شيء" من