كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

على أن هذه الواقعة كانت في حجة الوداع: قال: وهو الصحيح المشهور، وقيل: كانت في الحديبية، وجزم إمام الحرمين في النهاية أن ذلك كان في الحديبية، ثم قال النووي: ولا يبعد أن يكون ذلك وقع في الموضعين. انتهى.
وكذا قال ابن دقيق العيد: إنه الأقرب.
قال في فتح الباري: بل هو المتعين لتظافر الروايات بذلك في الموضعين، إلا أن السبب في الموضعين مختلف، فالذي في الحديبية كان بسبب توقف من توقف من الصحابة عن الإحلال، لما دخل عليهم من الحزن، لكونهم منعوا من الوصول إلى البيت مع اقتدارهم في أنفسهم على ذلك، فخالفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وصالح قريشا على أن يرجع من العام المقبل، فلما أمرهم بالإحلال توقفوا، فأشارت أم سلمة أن يحل هو -صلى الله عليه وسلم- قبلهم ففعل، فتبعوه فحلق بعض وقصر بعض،
__________
تدل على أن هذه الواقعة كانت في حجة الوداع" لكن الذي يدل منها إنما هو حديث أم الحصين.
أما حديث ابن عمر وأبي هريرة عند مسلم فليس فيهما تصريح بموضع، وقد صرح في فتح الباري؛ بأنه ليس في رواية أبي هريرة تعيين الموضوع، وعين في بعض طرق حديث ابن عمر عند البخاري ولم يذكر هذه الطريق مسلم.
"قال: وهو الصحيح المشهور، وقيل: كانت في الحديبية، وجزم إمام الحرمين في النهاية" وكذا ابن عبد البر "أن ذلك كان في الحديبية، ثم قال النووي: ولا يبعد أن يكون ذلك وقع في الموضعين. انتهى".
وقال عياض: كان في الموضعين، هكذا في الفتح قبل قوله.
"وكذا قال ابن دقيق العيد: إنه الأقرب، قال في فتح الباري: بل هو المتعين لتظافر الروايات بذلك في الموضعين" وكلها صحيحة وإن كان بعضها أصح وأكثر، فلا يقتضي طرح غيره مع إمكان الجمع بالتعدد "إلا أن السبب في الموضعين مختلف، فالذي في الحديبية كان بسبب توقف من توقف الصحابة عن الإحلال لما دخل عليهم من الحزن لكونهم منعوا من الوصول إلى البيت مع اقتدارهم في أنفسهم على ذلك" أي: الوصول إليه بالقتال "فخالفهم النبي -صلى الله عليه وسلم، وصالح قريشا على أن يرجع من العام المقبل، فلما أمرهم بالإحلال" من العمرة "توقفوا، فأشارت أم سلمة" لما دخل عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبرها بتوقفهم وخوفه عليهم من التوقف "أن يحل هو -صلى الله عليه وسلم- قبلهم" فقالت: اخرج ولا تكلم أحدا منهم وادع الحلاق يحلق

الصفحة 441