كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
إلا قال -صلى الله عليه وسلم: "افعلوا ذلك ولا حرج".
وفي رواية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بينا هو قائم يخطب يوم النحر، فقام إليه رجل فقال: ما كنت أحسب أن كذا وكذا، قبل كذا وكذا، وفي رواية: حلقت قبل أنحر، نحرت قبل أن أرمي وأشباه ذلك.
وفي رواية: حلقت قبل أن أذبح، ذبحت قبل أن أرمي.
ومن المعروف أن الترتيب أولى، وذلك أن وظائف يوم النحر بالاتفاق أربعة
__________
بعض وأشباهها إلا قال -صلى الله عليه وسلم: "افعلوا ذلك ولا حرج" ولذا أجمعوا على الإجزاء في جميع الصور كما يأتي.
"وفي رواية" للبخاري ومسلم من طريق ابن جريج عن الزهري، عن عيسى، عن ابن عمرو "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بينما هو قائم يخطب" لفظ مسلم، ولفظ البخاري: أنه شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب "يوم النحر" بمنى على راحلته "فقام إليه رجل فقال: ما كنت أحسب" أظن "أن كذا وكذا قبل كذا وكذا" بكاف التشبيه وذا اسم إشارة "حلقت قبل أن أنحر، نحرت قبل أن أرمي، وأشباه ذلك" من الأشياء التي ظن أنها على خلاف الأصل.
"وفي رواية" لمسلم من طريق ابن عيينة عن الزهري بسنده، فقال رجل: "حلقت قبل أن أذبح" قال: "اذبح ولا حرج"، قال: "ذبحت قبل أن أرمي" قال: "ارم ولا حرج"، فحاصل ما في حديث عبد الله بن عمرو السؤال من أربعة أشياء: الحلق قبل الذبح، النحر قبل الرمي، الحلق قبل الرمي، الإفاضة قبل الرمي، والأوليان في حديث ابن عباس أيضا في الصحيح.
وللدارقطني من حديثه أيضا: السؤال عن الحلق قبل الرمي، وكذا في حديث جابر وأبي سعيد عند الطحاوي.
وفي حديث علي عند أحمد: السؤال عن الإفاضة قبل الحلق.
وفي حديثه عند الطحاوي: السؤال عن الرمي والإفاضة معا قبل الحلق.
وفي حديث جابر عند ابن حبان وغيره: السؤال عن الإفاضة قبل الذبح.
وفي حديث أسامة بن شريك: السؤال عن السعي قبل الطواف وهو محمول على من سعى بعد طواف القدوم، ثم طاف طواف الإفاضة؛ فإنه يصدق عليه أنه سعى قبل الطواف، أي: الركن، فهذا ما تحرر من مجموع الأحاديث، وبقيت عدة صور لم يذكرا الرواة إما اختصارا وإما؛ لأنها لم تقع، وبلغت بالتقسيم أربعا وعشرين صورة، أفاده الحافظ.
"ومن المعروف أن الترتيب أولى، وذلك أن وظائف يوم النحر بالاتفاق أربعة أشياء: