كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

قليلها. انتهى.
وقد يقال: إن الأربع التي قبل الظهر لم تكن سنة الظهر، بل هي صلاة مستقلة، كان يصليها بعد الزوال. وروى البزار من حديث ثوبان: إنه صلى الله عليه وسلم كان يستحب أن يصلي بعد نصف النهار، فقالت عائشة: يا رسول الله، أراك تستحب الصلاة هذه الساعة، فقال: تفتح فيها أبواب السماء، وينظر الله تعالى إلى خلقه بالرحمة، وهي صلاة كان يحافظ عليها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى.
وعن عبد الله بن السائب: كان صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح. رواه الترمذي.
وروى الترمذي أيضا حديث "أربع قبل الظهر وبعد الزوال تحتسب بمثلهن في السحر وما من شيء إلا وهو يسبح الله تعالى تلك الساعة" ثم قرأ {يَتَفَيَّأُ
__________
ما شاهده والحديثان صحيحان لا مطعن في واحد منهما".
"وقال أبو جعفر" محمد بن جرير "الطبري: الأربع كانت في كثير من أحواله والركعتان في قليلها. انتهى".
"وقد يقال: إن الأربع التي قبل الظهر لم تكن سنة الظهر، بل هي صلاة مستقلة كان يصليها بعد الزوال، و" دليل ذلك أنه قد "روى البزار من حديث ثوبان أنه صلى الله عليه وسلم كان يستحب" السين لمجرد التأكيد، أي يحب "أن يصلي بعد نصف النهار، فقال عائشة: يا رسول الله أراك تستحب الصلاة هذه الساعة؟ فقال:" لأنها ساعة "تفتح فيها أبواب السماء وينظر الله تعالى إلى خلقه بالرحمة وهي صلاة كان يحافظ عليها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى" أي: يحافظون على التنفل فيها وإن لم تجب عليهم، كما أن المصطفى كان يستحبها ولم تجب عليه "وعن عبد الله بن السائب" القرشي المخزومي المكي، له ولأبيه صحبة وكان قارئ أهل مكة، مات سنة بضع وستين "كان صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل" صلاة "الظهر، وقال: "إنها ساعة تفتح فيها" وفي نسخ: لها، أي لأجلها "أبواب السماء" حقيقة تبشيرا بقبول الأعمال ينئذ، وقيل: هو كناية عن القبول ورجح الأول "وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح" زائد على الفرض "رواه الترمذي" ورواه ابن ماجه والترمذي أيضا، والنسائي بنحوه عن أبي أيوب.
"وروى الترمذي أيضا حديث" عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع قبل الظهر

الصفحة 47