كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل: 48] .
فهذه -والله أعلم- هي الأربع التي أرادت عائشة أنه كان لا يدعهن. وأما سنة الظهر فالركعتان التي قال ابن عمر. ويوضح هذا أن سائر الصلوات سنتها ركعتان، وعلى هذا فتكون هذه الأربع وردا مستقلا، سببه انتصاف النهار وزوال الشمس.
وسر هذا -والله أعلم- أن انتصاف النهار مقابل لانتصاف الليل، وأبواب السماء تفتح بعد الزوال، ويحصل النزول الإلهي بعد انتصاف الليل، فهما وقتا قرب رحمة، هذا تفتح فيه أبواب السماء، وهذا ينزل فيه الرب تبارك وتعالى عن حركة الأجسام.
الفرع الرابع: في سنة العصر
عن علي: قال كان صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر ركعتين. رواه أبو داود.
وعن علي أيضًا. كان صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمن والمؤمنين. رواه الترمذي.
__________
وبعد الزوال تحتسب" أي تعد "بمثلهن" فيقال: ثواب هذه يعدل ثوابهن "في السحر" قبيل الصبح أو سدس الليل الأخير كما مر "وما من شيء إلا وهو يسبح الله تعالى في تلك الساعة، ثم قرأ تنفيأ:" تتميل {ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ} : جمع شمال، أي جانبها {سُجَّدًا لِلَّهِ} حال {وَهُمْ دَاخِرُونَ} صاغرون "فهذه والله أعلم هي الأربع التي أرادت عائشة أنه كان لا يدعهن، وأما سنة الظهر فالركعتان التي قال ابن عمر" في حديثه السابق "ويوضح هذا" الذي قلته أنها ليست سنة الظهر؛ "أن سائر الصلوات سننها ركعتان" فقط "وعلى هذا فتكون هذه الأربع" وفي نسخة: الأربعة والأولى أحسن "وردا مستقلا سببه انتصاف النهار وزوال الشمس، وسر هذا والله أعلم" بحقية حكمة ذلك "أن انتصاف النهار مقابل لانتصاف الليل وأبواب السماء تفتح بعد الزوال" كما مر في الحديث "ويحصل النزول الإلهي" النظر بالرحمة "بعد الانتصاف" لليل "هما وقتا قرب رحمة، هذا" أي: بعد الزوال" تفتح فيه أبواب السماء، وهذا" أي: بعد انتصاف الليل "ينزل فيه الرب" تنزلا معنويا "تبارك وتعالى عن حركة الأجسام" التي هي الانتقال من مكان عال إلى آخر سافل.
"الرابع: في سنة العصر، عن علي قال: كان صلى الله عليه وسلم قبل العصر ركعتين" تارة وأخرى أربعا، كما في الحديث بعده "رواه أبو داود" بإسناد صحيح "وعن علي أيضا:

الصفحة 48