كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

أره يصليهما قبل ولا بعد. فيجمع بين الحديثين بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يصليهما إلا في بيته، فلذلك لم يره ابن عباس ولا أم سلمة. ويشير إلى ذلك قول عائشة في رواية: ولا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على أمته.
ومراد عائشة بقولها: ما كان في يومي بعد العصر إلا صلى ركعتين، من الوقت الذي شغل عن الركعتين بعد الظهر فصلاهما. ولم ترد أنه كان يصلي بعد العصر من أول ما فرضت الصلوات مثلا إلى آخر عمره، والله أعلم.
الفرع الخامس: في راتبة المغرب
عن ابن مسعود قال: ما أحصي ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ
__________
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في بيتها بعد العصر ركعتين مرة واحدة، الحديث" ذكر في بقيته سؤالها له عن ذلك وجوابه.
"وفي رواية له" أي: النسائي "وعنها" أي: أم سلمة "لم أره يصليهما قبل ولا بعد، فيجمع بين الحديثين" حديثها؛ وحديث عائشة "بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يصليهما إلا في بيته" الذي لغير عائشة "فلذلك لم يره ابن عباس ولا أم سلمة"؛ لأنه لم يصلهما في بيتها إلا رمة واحدة "ويشير إلى ذلك قول عائشة في رواية" عند البخاري وغيره، قال: والذي ذهب ما تركهما حتى لقي الله، وما لقي الله حتى ثقل عن الصلاة، وكان يصلي كثيرا من صلاته قاعدا، يعني الركعتين بعد العصر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما "ولا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل" بضم التحتية وكسر القاف المشددة.
وفي رواية: يثقل بفتح التحتية وسكون المثلثة وضم القاف، أي لأجل مخافة التثقيل "على أمته" وكان يحب ما يخفف عنهم، هذا بقية الحديث ويخفف، بضم أوله كسر الفاء الثقيلة مبني للفاعل.
وفي رواية: ما خفف عنهم بصيغة الماضي "ومراد عائشة بقولها: ما كان في يومي بعد العصر إلا صلى ركعتين" وكذا قولها: لم يكن يدعها كما في الفتح "من الوقت" متعلق خبر مراد المحذوف، أي: الصلاة من الوقت ومن بمعنى البدل، أي: بدله، أو بمعنى في أي الوقت المماثل للوقت "الذي شغل عن الركعتين بعد الظهر، فصلاهما بعد العصر، ولم ترد أنه كان يصلي بعد العصر من أول ما فرضت الصلوات مثلا إلى آخر عمره، والله أعلم؛" لأنه إن داوم عليهما بعد مجيء عبد القيس لا قبله.
"الخامس: في راتبة المغرب: عن ابن مسعود، قال: ما أحصي" ما أعد "ما سمعت"

الصفحة 52