كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

الثالث في الوقت والمكان:
عن أبي سعيد الخدري قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة. الحديث رواه البخاري ومسلم.
وفي هذا دليل لمن قال باستحباب الخروج لصلاة العيد إلى المصلى، وقال: إنه أفضل من صلاتها في المسجد، لمواظبته -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، مع فضل مسجده، وعلى هذا عمل الناس في الأمصار. وأما أهل مكة فلا يصلونها إلا في المسجد من الزمن الأول. ولأصحابنا الشافعية وجهان: أحدهما، الصحراء أفضل لهذا الحديث، والثاني: وهو الأصح عند أكثرهم، المسجد أفضل إلا أن يضيق، قالوا: وإنما صلى أهل مكة في المسجد لسعته، وإنما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- لضيق المسجد،
__________
اعتضد بحديث عائشة قبله، وزاد في هذا أن التكبير قبل القراءة، ويوافقه قوله -صلى الله عليه وسلم: "التكبير في الفطر سبع في الأولى وخمس في الآخرة والقراءة بعدهما كلتيهما"، رواه أحمد وأبو داود عن ابن عمرو بن العاصي.
قال الترمذي في العلل: سألت عنه محمدًا، يعني البخاري، فقال: صحيح. انتهى، وما في جامع الترمذي: أنه -صلى الله عليه وسلم- كبر بعد القراءة فهو ضعيف جدا، بل فيه كذاب، ولذا قال ابن دحية: هو أقبح حديث في جامع الترمذي.
"الثالث: في الوقت والمكان" الذي كان يصليه فيهما "عن أبي سعيد" بكسر العين سعد بسكونها ابن مالك بن سنان "الخدري" الصحابي ابن الصحابي "قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم" عيدي "الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة".
قال المصنف: برفع أول مبتدأ نكرة مخصصة بالإضافة خبره الصلاة، لكن الأولى جعل أول خبر مقدم، والصلاة مبتدأ؛ لأنه معرفة، وإن تخصص ول فلا يخرج عن التنكير، وجملة يبدأ به في محل جر صفة شيء "الحديث" يأتي تمامه قريبا في المتن "رواه البخاري ومسلم، وفي هذا دليل لمن قال باستحباب الخروج لصلاة العيد إلى المصلى" إظهارا لجمال الإسلام والغلظة على الكفار "وقال: إنه أفضل من صلاتها في المسجد لمواظبته -صلى الله عليه وسلم- على ذلك مع فضل مسجده، وعلى هذا عمل الناس في الأمصار" إلا لعذر مطر ونحوه "وأما أهل مكة فلا يصلونها إلا في المسجد من الزمن الأول" لسعته وخصوصية مشاهدة الكعبة.
"ولأصحابنا الشافعية وجهان: أحدهما الصحراء أفضل لهذا الحديث، والثاني وهو الأصح عند أكثرهم المسجد أفضل إلا أن يضيق" فالصحراء أفضل "قالوا: وإنما صلى أهل مكة في المسجد لسعته، وإنما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- لضيق المسجد" أي: مسجده بالمدينة "فدل

الصفحة 64