كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

وعن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى يوم العيد بلا أذان ولا إقامة. رواه أبو داود.
الخامس في قراءته -صلى الله عليه وسلم- في صلاتي العيدين:
عن أبي واقد الليثي: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفطر والأضحى بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} في الأولى و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} في الثانية. رواه مسلم ومالك وأبو داود والترمذي.
وعن النعمان بن بشير قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين وفي صلاة الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأ بهما. رواه مسلم ومالك، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
__________
"وعن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى يوم العيد بلا أذان ولا إقامة، رواه أبو داود" وإسناده صحيح كما في الفتح، ومثله عند النسائي من حديث ابن عمر، وفي مسلم عن جابر بن عبد الله: لا أذان للصلاة ولا إقامة ولا شيء، واحتج به من قال: لا يقال أمام صلاتها شيء.
وروى الشافعي عن الثقة عن الزهري، قال: كان -صلى الله عليه وسلم- يأمر المؤذن في العيدين فيقول: "الصلاة جامعة"، وهذا مرسل فيه مبهم، وغاية ما قالوه يعضده القياس على صلاة الكسوف لثبوت ذلك فيها.
"الخامس: في قراءته -صلى الله عليه وسلم- في صلاتي العيدين عن أبي واقد" بالقاف "الليثي" واسمه الحارث بن عوف، أو ابن مالك، واسمه عوف بن الحارث بن أسد، المدني الصحابي: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفطر والأضحى بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1] ، في" الركعة "الأولى، و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] ، في الثانية، رواه مسلم من طريق مالك وفليح بن سليمان "ومالك" في الموطأ "وأبو داود والترمذي" قيل: والمناسبة في قراءتهما في العيدين لاشتمالهما على المعنى اللائق بذلك من الخروج والصدور، ففي اقتربت يوم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر، وفي سورة ق {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} [ق: 44] ، فهاتان الآيتان مناسبتان لبروز الناس إلى المصلى، وحالهم في ذلك يشبه حال الخروج من القبور والصدور من المصلى بالمغفرة والسرور بالعيد، شبيه بالصدور من المحشر إلى الجنة، والوصول فيها إلى السرور الدائم.
"عن النعمان بن بشير" رضي الله عنهما "قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في" صلاة "العيدين وفي صلاة الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] ، وربما اجتمعا" أي: الفطر أو الأضحى والجمعة "في يوم واحد

الصفحة 66