كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

استحب بعض التابعين أن يفطر على الحلو مطلقا كالعسل. رواه ابن أبي شيبة عن معاوية بن قرة وابن سيرين وغيرهما.
وفي الترمذي والحاكم من حديث بريدة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي، ونحوه عند البزار عن جابر بن سمرة. وروى الطبراني والدارقطني من حديث ابن عباس قال: من السنة أن لا يخرج يوم الفطر حتى يخرج الصدقة ويطعم شيئا قبل أن يخرج. وفي كل من الأسانيد الثلاثة مقال.
وقد أخذ الفقهاء بما دلت عليه. قال ابن المنير: وقع أكله -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم
__________
زاد الحافظ: وهو أيسر من غيره "ومن ثم استحب بعض التابعين أن يفطر على الحلو مطلقا" تمرا كان أو غيره "كالعسل، رواه ابن أبي شيبة عن معاوية بن قرة" بضم القاف وشد الراء ابن إياس البصري "وابن سيرين" محمد "وغيرهما".
زاد الحافظ: وروى فيه معنى آخر عن ابن عون أنه سئل عن ذلك، فقال: إنه يحبس البول، هذا كله في حق من يقدر على ذلك، وإلا فينبغي أن يفطر ولو على الماء ليحصل له شبه ما في الإتباع، أشار إليه ابن أبي جمرة، وأما جعلهن وترا، فقال المهلب: للإشارة إلى الوحدانية، وكذلك كان -صلى الله عليه وسلم- يفعل في جميع أموره تبركا بذلك.
"وفي الترمذي": وقال: غريب وأحمد وابن ماجه "والحاكم" وقال: صحيح "من حديث بريدة" بن الحصيب "قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج" لصلاة العيد "يوم" عيد "الفطر حتى يطعم" بفتح الياء والعين، أي يأكل، ويطلق على كل ما يساغ حتى الماء وذوق الشيء "ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي".
وفي رواية: حتى يذبح، وأخرى: حتى يرجع، زاد أحمد والدارقطني: فيأكل من الأضحية.
وفي رواية: من نسيكته "ونحوه عند البزار عن جابر بن سمرة".
"وروى الطبراني والدارقطني من حديث ابن عباس، قال: من السنة أن لا يخرج" إلى الصلاة "يوم" عيد "الفطر حتى يخرج الصدقة" أي: صدقة الفطر "ويطعم" يأكل "شيئا قبل أن يخرج" للصلاة فيجمع بين الأمرين، وقول الصحابي: من السنة حكمه الرفع؛ لأنه إنما يعني سنة النبي -صلى الله عليه وسلم.
"وفي كل من أسانيد" الأحاديث "الثلاثة مقال، وقد أخذ أكثر الفقهاء بما دلت عليه" من استحباب ذلك لاعتضاد بعضها ببعض.
"قال" الزين "بن المنير: وقع أكله -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم من العيدين في" أول "الوقت

الصفحة 74