كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)

من العيدين في الوقت المشروع لإخراج صدقتهما الخاصة بهما، فإخراج صدقة الفطر قبل الغدو إلى المصلى، وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها، فاجتمعا من جهة، وافترقا من أخرى.
وقال الشافعي في الأم: بلغنا عن الزهري قال: ما ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عيد ولا جنازة قط. وفي الترمذي عن علي قال: من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا، وفي ابن ماجه عن سعد القرظ أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج إلى العيدين ماشيا، وفيه أيضا عن أبي رافع نحوه، والأسانيد الثلاثة ضعاف.
وعن أبي هريرة قال: كان -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره. رواه الترمذي.
__________
المشروع لإخراج صدقتهما الخاصة بهما، فإخراج صدقة الفطر قبل الغدو إلى المصلى، وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها، فاجتمعا من جهة" هي أن خروجه للصلاة في كل من العيدين في الوقت الذي يشرع فيه صدقته "وافترقا من أخرى" هي أن الوقت الذي تشرع فيه صدقة الفطر قبل الصلاة والذي يشرع فيه صدقة الأضحى بعد الصلاة.
زاد الحافظ: واختار بعضهم تفصيلا آخر، فقال: من كان له ذبح استحب له أن يبدأ بالأكل يوم النحر منه، ومن لم يكن له ذبح تخير.
"وقال الشافعي في الأم: بلغنا عن الزهري، قال: ما ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عيد ولا جنازة قط" تكثيرا للأجر.
"وفي الترمذي عن علي، قال: من السنة" للنبي -صلى الله عليه وسلم- "أن يخرج إلى العيد ماشيا" أي: إلى جنسه الشامل للعيدين.
"وفي ابن ماجه عن سعد القرظ:" بفتح القاف والراء وظاء معجمة المؤذن بقباء مولى الأنصار، عاش إلى سنة أربع وسبعين؛ "أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج إلى العيدين ماشيا، وفيه أيضا عن أبي رافع نحوه" ولفظه: كان -صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى العيدين ماشيا بغير أذان ولا إقامة، ثم يرجع ماشيا من طريق آخر "والأسانيد الثلاثة ضعاف" كما قال الحافظ، وقد رواه ابن ماجه أيضا عن ابن عمر: كان -صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى العيدين ماشيا ويرجع ماشيا، فيعضد بعضها بعضا.
"وعن أبي هريرة قال: كان -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج يوم العيد" الفطر والأضحى "في طريق رجع في غيره، رواه الترمذي" وصححه الحاكم، وقد أخرجه البخاري بمعناه عن جابر، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق، أي: رجع في غير طريق الذهاب إلى المصلى، ورواه الإسماعيلي بلفظ: كان إذا خرج العيد رجع من غير الطريق الذي ذهب فيه.

الصفحة 75