كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
"حنيفا، وما أنا من المشركن، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين، اللهم منك ولك عن محمد وأمته، بسم الله والله أكبر"، ثم ذبح. رواه أبو داود وابن ماجه والدارمي.
وفي رواية لأحمد والترمذي: ذبح بيده وقال: "بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي".
فهذه أعياد المسلمين في الدنيا، وكلها عند إكمال طاعات مولاهم الملك الوهاب، وحيازتهم لما وعدهم من جزيل الأجر والثواب، فليس العيد من لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد، وليس العيد لمن تجمل بالباس والمركوب، وإنما العيد لمن غفرت له الذنوب، في ليلة العيد تفرق خلع العتق والمغفرة على العبيد، فمن ناله منها شيء فهو سعيد، وإلا فهو مطرود بعيد.
وأما أعياد المؤمنون في الجنة، فهو أيام زيارتهم ربهم عز وجل، فيزورونه ويكرمهم غاية الكرامة، ويتجلى لهم فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئا هو أحب
__________
في أصل التوحيد والدعوة إليه برفق، والمجادلة مع كل أحد بحسب فهمه "حنيفا" مائلا إلى الدين القيم "وما أنا من المشركين" به "إن صلاتي ونسكي": عبادتي "ومحياي": حياتي "ومماتي" موتي "لله رب العالمين لا شريك له" في ذلك "وبذلك" أي: التوحيد "أمرت وأنا أول المسلمين" من هذه الأمة "اللهم منك" هذا المضحى به "ولك عن محمد وأمته، بسم الله والله أكبر"، ثم ذبح، رواه أبو داود وابن ماجه والدارمي" عبد الله بن عبد الرحمن.
"وفي رواية لأحمد والترمذي" عن جابر: "ذبح" صلى الله عليه وسلم "بيده وقال: "بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي" شامل للموجودين فمن بعدهم إلى آخر الزمن، وظاهر عمومته ولو لم يضح مع القدرة وهو متجه؛ لأنها سنة لا يعصى بتركها "فهذه أعياد المسلمين في الدنيا، وكلها عند إكمال طاعات مولاهم الملك الوهاب وحيازتهم لما وعدهم من جزيل الأجر والثواب" وهو لا يخلف الميعاد "فليس العيد لمن لبس الجديد" كما يظنه أبناء الدنيا "إنما العيد لمن طاعاته تزيد، وليس العيد لمن تجمل باللباس والمركوب، وإنما العيد لمن غفرت له الذنوب في ليلة العيد، تفرق خلع": جمع خلعة وهو ما يمنح من الثياب "العتق والمغفرة على العبيد، فمن ناله منها شيء فهو سعيد".
وفي نسخ: فهو له عيد "وإلا فهو مطرود بعيد" عن ذلك والعياذ بالله "وأما المؤمنون في الجنة" أي: أعيادهم "فهو أيام زيارتهم ربهم عز وجل، فيزورونه ويكرمهم غاية الكرامة