كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
إليهم من ذلك وهو الزيادة، فليس للمحب عيد سوى قرب محبوبه.
إنه يوما جامعا شملي بهم ... ذاك عيدي ليس لي عيد سواه
__________
ويتجلى لهم فينظرون إليه" كما ثبت في الأحاديث الصحاح "فما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم من ذلك، وهو الزيادة" المذكورة في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: 26] ، وزيادة فالحسنى الجنة، والزيادة هي النظر إلى الله تعالى كما في حديث مسلم: "فليس للمحب عيد سوى قرب محبوبه" له، وأنشد لغيره:
"إن يوما جامعا شملي بهم ... ذاك عيدي ليس لي عيد سواه
الباب الثاني: في النوافل المقرونة بالأسباب
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: في صلاته -صلى الله عليه وسلم- الكسوف
الكسوف لغة: التغير إلى السواد، يقال: كسفت الشمس: إذا اسودت وذهب شعاعها.
__________
الباب الثاني: "في النوافل المقرونة بالأسباب، وفيه أربعة فصول"
"الفصل الأول: في صلاته -صلى الله عليه وسلم- الكسوف" بالكاف للشمس والقمر، أو بالخاء للقمر، وبالكاف للشمس.
وفي مسلم عن عروة: "لا تقولوا: كسفت الشمس، ولكن قولوا: خسفت"، لكن الأحاديث الصحيحة تخالفه لثبوتها بلفظ الكسوف في الشمس من طرق كثيرة، والمشهور في استعمال الفقهاء الكسوف للشمس والخسوف للقمر، واختاره ثعلب، وذكر الجوهري أنه أفصح، وحكى عكسه وغلطه عياض لثبوته بالخاء في القرآن، وقيل: يقال بهما في كل منهما وبه جاءت الأحاديث، ولا شك أن مدلول الكسوف لغة غير مدلول الخسوف إذ "الكسوف لغة التغير إلى السواد" والخسوف النقصان أو الذل، فإذا قيل: في الشمس كسفت أو خسفت؛ لأنها تتغير ويلحقها النقص ساغ، وكذلك القمر، ولا يلزم من ذلك ترادفهما "يقال: كسفت الشمس" بفتح الكاف، وحكي ضمها وهو نادر "إذا اسودت وذهب شعاعها" وقيل: بالكاف في الابتداء، وبالخاء في الانتهاء، وقيل: بالكاف لذهاب جميع الضوء وبالخاء لبعضه، وقيل: بالخاء لذهاب