كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
الشمس، فقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله"، فقالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا، ثم رأيناك تكعكعت؟ قال: "إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط
__________
وقال النووي: اتفقوا على أن القيام الثاني وركوعه أقصر من القيام الأول وركوعه فيهما، واختلفوا في القيام الأول من الثانية وركوعه هل هما أقصر من القيام الثاني من الأول وركوعه، أو هما سواء؟، قيل: وسبب هذا الخلاف فهم معنى قوله، وهو دون القيام الأول: هل المراد به الأول من الثانية ويرجع إلى الجميع، فيكون كل قيام دون ما قبله، ورواية الإسماعيلي تعين الثاني ولفظه الأول، فالأول أطول، ويرجحه أيضا أنه لو كان المراد بقوله: القيام الأول أول قيام من الأولى، لكان القيام الثاني والثالث مسكوتا عن مقدارهما، فالأول أكثر فائدة، قاله الحافظ "ثم انصرف" من الصلاة "و" الحال أنه "قد انجلت الشمس" قبل انصرافه، وذلك بين جلوسه في التشهد والسلام كما في حديث ابن عمر.
وفي الصحيح: ثم جلس ثم جلى عن الشمس "فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا يخسفان" بفتح الياء وسكون الخاء وكسر السين، ويجوز ضم أوله وفتح السين.
وحكى ابن اصلاح منعه "لموت أحد ولا لحياته" بل هما مخلوقان لا تأثير لهما في أنفسهما فضلا عن غيرهما "فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله، فقالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت" كذا للأكثر بصيغة الماضي، وللكشميهني تناول بضم اللام بحذف إحدى التاءين وأصله: تتناول "شيئا في مقامك هذا" ولأحمد بإسناد حسن عن جابر: فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب شيئا صنعته في الصلاة لم تكن تصنعه، فذكر نحو حديث ابن عباس إلا أن في حديث جابر أنه كان في الظهر أو العصر، فإن كان محفوظا فهي قصة أخرى كما في الفتح: "ثم رأيناك تكعكعت" بكافين مفتوحتين بعد كل عين مهملة ساكنة، أي تأخرت، يقال: كع الرجل إذا نكص على عقبيه.
قال الخطابي: أصله تكععت، فاستثقلوا اجتماع ثلاث عينات، فأبدلوا من إحداها حرفا مكررًا، وهذا رواية الموطأ ومسلم من طريقه وله من طريق غيره: كففت بفاءين خفيفتين، ولبعض رواة البخاري: كعكعت كالأول لكن بلا تاء أوله.
"قال: "إني رأيت الجنة" رؤية عين أو علم، كما يأتي للمصنف "فتناولت منها عنقودا" أي: وضعت يدي عليه بحيث كنت قادرا على تحويله، لكن لم يقدر لي قطعه "ولو أصبته" وفي رواية: ولو أخذته "لأكلتم منه" أي: من العنقود "ما بقيت الدنيا"؛ لأن ثمار الجنة لا