كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 11)
باطلاعه وتعريفه من أمورهما مفصلا ما لم يعرفه قبل ذلك اليوم. قال القاضي: والأول أولى وأشبه بألفاظ الحديث، لما فيه من الأمور الدالة على رؤية العين، كتناوله العنقود، وتأخره مخافة أن يصيبه لفح النار. انتهى.
واستشكل قوله: "ولو أصبته" مع قوله: "تناولت".
وأجيب: بحمل "التناول" على تكلف الأخذ، لا حقيقة الأخذ، وقيل: المراد تناولته لنفسي ولو أخذته لكم، حكاه الكرماني، قال الحافظ ابن حجر: وليس بجيد، وقيل: المراد بقوله تناولت: وضعت يدي عليه، بحيث كنت قادرًا على تحويله، لكن لم يقدر لي قطفه، ولو أصبته، أي لو تمكنت من قطفه، ويدل
__________
يعرفه قبل ذلك اليوم".
"قال القاضي" عياض: "والأول أولى وأشبه بألفاظ الحديث لما فيه من الأمور الدالة على رؤية العين، كتناوله العنقود وتأخره مخافة أن يصيبه لفح النار" بفتح الالم وسكون الفاء وحاء مهملة، لهبها وتأثيرها. "انتهى".
قال الحافظ: ويؤيد الحقيقة حديث أسماء عند البخاري، بلفظ: "دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها"، ومنهم من حمله على أنها مثلت له في الحائط كما تنطبع الصور في المرآة، فرأى جميع ما فيها، ويؤيده حديث أنس عند البخاري في التوحيد: "لقد عرضت علي الجنة آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي". وفي رواية: لقد مثلت، ولمسلم: "لقد صورت"، ولا يرد على هذا أن الانطباع إنما هو في الأجسام الصقيلة؛ لأنه شرط عادي، فيجوز أن تنخرق العادة خصوصا للنبي -صلى الله عليه وسلم، لكن هذه قصة أخرى وقعت في صلاة الظهر ولا مانع أن يرى الجنة والنار مرتين، بل مرارا على صور مختلفة، وأبعد من قال: المراد بالرؤية رؤية العلم.
قال القرطبي: لا إحالة في إبقاء هذه الأمور على ظواهرها، لا سيما على مذهب أهل السنة في أن الجنة والنار قد خلقتا ووجدتا، فيرجع إلى أن الله تعالى خلق لنبيه -صلى الله عليه وسلم- إدراكا خاصا أدرك به الجنة والنار على حقيقتهما. انتهى.
"واستشكل قوله: ولو أصبته مع قوله: تناولت" إذ التناول إصابة وأخذ "وأجيب بحمل التناول على تكلف الأخذ لا حقيقة الأخذ، وقيل: المراد تناولته لنفسي ولو أخذته لكم، حكاه الكرماني".
"قال الحافظ ابن حجر: وليس بجيد" إذ لا دليل عليه "وقيل: المراد بقوله: تناولت وضعت يدي عليه بحيث كنت قادرا على تحويله، لكن لم يقدر لي قطفه" أي: قطعه مصدر قطف كضرب ونصر "ولو أصبته أي: لو تمكنت من قطفه" بالفاء "ويدل عليه قوله في