كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 11)

لهم بمثل ذلك، ثم تفقد أحوالهم حَتَّى لا تنفذ أحكام الله إلا بشهادة أهل البصائر فِي الدّين والإخلاص فِي التوحيد [1] ، واكتب إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بمَا يكون منك فِي ذلك إن شاء الله.
وكتب فِي شهر [2] ربيع الأول سنة ثمَان عشرة ومَائتين [3] .
وكتب المأمون إِلَى إسحاق بْن إبراهيم فِي إشخاص سبعة نفر، منهم: محمد بْن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم [4] مستملي يزيد بْن هارون، ويحيى بن معين، 1/ أوزهير [5] بْن حرب أبو خيثمة، وإسمَاعيل بْن داود [6] ، وإسمَاعيل/ بْن مسعود [7] ، وأحمد الدورقي، فاشخصوا إليه، فامتحنهم وسألهم [جميعًا] [8] عن خلق القرآن، فأجابوا جميعا أن القرآن مخلوق، فأشخصهم إِلَى مدينة السلام، وأحضرهم إسحاق بْن إبراهيم داره فشهر أمرهم وقولهم [9] بحضرة الفقهاء والمشايخ من أهل [10] الْحَدِيث، وأقروا بمثل مَا أجابوا به المأمون، فخلى سبيلهم، وذلك بأمر المأمون.
ثم كتب المأمون بعد ذلك لإسحاق بْن إبراهيم [11] :
أمَا بعد، فإن حق الله عَلَى خلفائه فِي أرضه، وأمنائه عَلَى عباده، الذين ارتضاهم لإقامة دينه، وحملهم رعاية خلقه وإمضاء حكمه وسننه، الائتمَام بعدله [12] فِي بريته أن يجهدوا للَّه أنفسهم، وينصحوا لَهُ فيمَا استحفظهم وقلدهم، ويدلوا عَلَيْهِ- تبارك وتعالى- بفضل العلم الذي أودعهم، والمعرفة التي جعلها فيهم [13] ، ويهدوا إليه من زاغ عنه، ويردوا من أدبر عن أمره، ومَا توفيق أَمِير الْمُؤْمِنِينَ إلا باللَّه وحده وحسبه [14] الله، وكفى، وممَا تبينه [15] أَمِير الْمُؤْمِنِينَ برويّته، وطالعه بفكره، فتبين عظيم خطره، وجليل مَا
__________
[1] في ت: «للتوحيد» .
[2] «شهر» ساقطة من ت.
[3] تاريخ الطبري 8/ 631- 634.
[4] في الأصل: «أبو سهل» .
[5] في الأصل: «وزهر بن حرب» .
[6] في ت: «وإسماعيل بن داود» .
[7] «وإسماعيل بن مسعود» ساقطة من ت.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في الأصل: «فشهد إبراهيم وقولهم» .
[10] في ت: «أصحاب الحديث» .
[11] تاريخ الطبري 8/ 634- 636.
[12] في الأصل: «الاهتمام بعدالة» .
[13] في ت: «جعلها إليهم» .
[14] في الأصل: «وحسيبه» .
[15] في ت: «وبما تبينه» .

الصفحة 18