كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 11)

التحديث [1] والفتوى، وبث الكتب إِلَى القضاة فِي نواحي عملك بالقدوم عليك لتمتحنهم:
فأمَا بشر بْن الوليد، فأنصصه عن قوله فِي القرآن، فإن تاب منها فأمسك عنه، وإن دفع عن أن يكون القرآن مخلوقا فاضرب عنقه، وابعث برأسه إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ.
وأمَا علي بْن أبي مقاتل، فقل لَهُ: ألست المكلم لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ بمَا كلمته به من قولك له: أنت تحلل وتحرم.
وأما الذيّال، فأعلمه أنه كَانَ فِي الطعام الذي كَانَ يسرقه بالأنبار مَا يشغله عن [2] [غيره] [3] .
وأمَا أحمد بن زيد و [قوله] [4] إنه لا يحسن الجواب فِي القرآن فسيحسنه إذا أخذه التأديب، فَإِن لم يفعل كَانَ السيف من وراء ذلك [5] .
وأمَا أحمد بْن حنبل: فأعلمه أن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ قد عرف مقالته، واستدل عَلَى آفته.
وأمَا الفضل بْن غانم، فأعلمه أنه لم يخف عَلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ فيه بمصر، ومَا اكتسب من الأموال.
وأمَا الزيادي، فأعلمه أنه كَانَ منتحلا، ولا أول دعي فِي الإسلام خولف فيه حكم رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، وَكَانَ جديرا أن يسلك مسلكه.
وأمَا أبو نصر التمَار، فإن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ شبه خساسة [6] عقله بخساسة متجره [7] .
وجعل يذكر لكل واحد منهم عيبا، وقال: من لم يرجع [8] عن شركه ممن سميت لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ وَلَم يقل القرآن مخلوق/ فاحملهم جميعا موثقين إِلَى عسكر أمير 12/ ب المؤمنين لينصّهم أمير المؤمنين [9] ، فإن لم يرجعوا احملهم على السيف [10] .
__________
[1] في الأصل: «عن التحدث» .
[2] «عن» ساقطة من ت، والطبري.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في الأصل: «من وراء من ذلك» .
[6] في الأصل: «خشاشة» .
[7] تاريخ الطبري 8/ 640- 643.
[8] في الأصل: «يترجع» .
[9] «لينصهم أمير المؤمنين» ساقطة من ت.
[10] تاريخ الطبري 8/ 643- 644.

الصفحة 23